هل يقرأ لنا أحد، هل تلك المقالات التي نكتبها بشكل دورى تصل لقاعدة من الجمهور، فيتفاعل معها ، ويتحدث فيها، ويتناقش حولها، هل أي من السادة المسئولين والوزراء وأعضاء الحكومة ووكلاء الوزراء والمحافظين وغيرهم ومن على مستواهم أو من دونهم يقرأ المقالات في الصباح أو في آخر اليوم، هل من بين جيل إدارات العلاقات العامة والإعلام المنتشرين على مستوى مصر في كل مؤسسة وهيئة وإدارة من يقرأ مقالات الصحف ويفندها ويحللها، هل نحن نكتب لأنفسنا أم نكتب ليقرأ لنا الآخرون، فما فائدة الكتابة إذا تساوى الخبر مع التقرير مع المقال، وصارت كل أشكال الصحافة واحدة لا أثر لها، لذلك سؤال دائما يلازمنى، أين قرائنا منا، وأين نحن من جيل القراءة النهمة والموسوعية والتفاعل معها.
أحاول أن أقرأ يوميا لبعض من الكتاب في صحف مختلفة، وهناك من أتأثر بمقالاتهم ومنهم من أقرأ له حتى أبنى وجهة نظر حول قضية أو موضوع ما، لكن الحقيقة أن هناك قلق دائم من حالة الابتعاد التى تزداد يوميا عن القراءة عموما وقراءة المقالات والتفاعل معها بشكل خاص، حتى صار صحفيين كبار يبتعدون عن كتابة المقالات، معتبرين أنها لا جدوى لها ولا فائدة منها، وهذا أكثر الأمور خطورة، أنك تكتب في العدم ويصل مقالك فقط إلى مساحة يشغلها في موقع أو صحيفة، ويمر عليه الجميع فلا يعلم ما فيه وماهو المقصد منه، ولذلك هناك سؤال آخر، كم شخص منا يعلم أسماء كتاب المقالات في الشروق واليوم السابع والمصرى اليوم والأهرام والأخبار، وهل من بين جيلنا من يتابع كتاب مقالات بشكل دورى، أم الجزء المثقف فينا يتابع الروائيين المشهورين إعلاميا فقط، حتى صارت ثقافتنا ثقافة سوشيال ميديا وثقافة برامج تلفزيونية، ومع الوقت و الظروف نبتعد وننسى، حتى أصبح التاريخ مجرد رواية عند أحدهم.
ونعود مرة أخرى للسؤال هل هناك من بين القراء من يتابع المقالات اليومية لشباب الصحفيين وكبار الكتاب، هل هناك مسئولا مصريا يتفاعل مع مقال ويتابع ما فيه ويبنى بعد المقال رأى وقناعة و قد يصنع من المقال قرارا حول قضية ما، أم أن القراء جميعا اختفوا مرة واحدة، و صار كتاب المقالات مجرد أخبار تدور مثل غيرها من أشكال الصحافة فى فلك غير معلوم نتائجه، الحقيقة أنى لا أعلم اجابة كل تلك الأسئلة.