"بدل ما تحرقوا بالقش عمروا بيه" الفكرة التى وصلت إليها المهندسة رولا كمال التى تعمل مدرسا مساعدا بالانتداب بقسم العمارة بكلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة، حين قررت الجمع بين دراستها فى قسم العمارة واهتمامها بالقضايا البيئة من خلال دراسة الماجستير فى هندسة وتكنولوجيا وإدارة البيئة.
حرق قش الأرز
بدأت "رولا" التدقيق فى التفاصيل من حولها، ولأن الريف المصرى له هوية خاصة تميزه عن أى مكان آخر، حصد الاهتمام الرئيسى من الدراسة، من خلال البحث عن حلول بيئية آمنة للتعامل مع قش الأرز بدلا من حرقه وتعريض البيئة لقدر كبير من التلوث.
تقول المهندسة رولا لـ "اليوم السابع"، إنها فى إحدى زياراتها لأحد المناطق الريفية، وجدت أن مشكلة حرق قش الأرز لاتزال موجودة، وسألت نفسها: "ليه الفلاحين بيحرقوا قش الرز رغم وجود قوانين بتمنع؟" ومن هنا قررت أن تتمحور دراستها حول تلك المشكلة من منظور العمارة البيئية.
وتوضح رولا أنها بدأت دراستها عام 2017، قائلة: "قررت الذهاب إلى الريف المصري حتى أتعرف على المشكلة من جذورها، كانت هناك بعض التساؤلات فى مخيلتى "يا ترى حرق قش الرز مفيد فى تخصيب الأرض؟، ولو مكانش مفيد، فإيه المشكلة الأكبر اللى بيلاقيها الفلاحين من قش الرز بتدفعهم لحرقه وخصوصاً في وجود قانون بيمنع ده لتأثيره السلبي على البيئة؟" وبدأت بالفعل أجرى مقابلات مع الفلاحين ممن يعملون فى الزراعة بالفعل".
وتضيف: "كان البعض منهم يكذب خوفاً من أن يقع تحت طائلة القانون، أما البعض الآخر فكانت إجاباتهم "مش عاوزين نخسر ولو مجاتش العربيات وحملت بلات قش الأرز هنخسر كتير لأننا عاوزين نبتدي الزرعة الجاية"، كان هذا بداية تبلور المشكلة في ذهن المهندسة الشابة التي وجدت أن مفردات الحياة القاسية تفرض عليهم اللجوء الى طرق سلبية مثل الحرق حتى لا يتكبدوا خسائر فادحة فلجأوا إلى الخيار الأسوأ، والتسبب في مشكلات بيئية كبيرة.
فكرت رولا في إعادة صياغة العوامل السلبية وتحويلها إلى إيجابيات كجزء من الحل، فوجدت إمكانية تحويل قش الأرز إلى ما يسمى بألواح العزل الحراري الذي يدخل في البناء واعتباره أحد مواد البناء الآمنة على البيئة.
الألواح الحرارية
تكشف رولا أنها بحثت في الأمر ووجدت أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها دراسات وبرامج محاكاة حول الأمر، لكن بما يناسب الطقس لديهم والذي يختلف تمام عن الطقس المصرى، مؤكدة أن هذه الألواح مفيدة جدا فهى توفر حرارة أقل فى الصيف ودفء فى الشتاء.
ولفتت إلى أنه تمت مقارنة الألواح التي توصلت إليها بالمواد الخرسانية التي لا تعتبر صديقة للبيئة، فوجد أنها أقل سعرا بالإضافة إلى كونها صديقة للبيئة لا تسبب أى أضرار على عكس الخرسانة التى تعد مرتفعة السعر، ولها انبعاثات كربونية بنسبة 40%، كذلك الألواح أفضل من الطين لأن معاملها الحراري أكبر من الطين.
البيوت الخرسانية في الريف
تؤكد المهندسة رولا أن استخدام الألواح سيؤدي إلى خفض استهلاك الكهرباء على مدار العام، لأنها توفر مناخا معتدلا في المنازل. مشيرة إلى أنها ناشدت في توصياتها رجال الصناعة والأعمال أن يتولى تحضير هذه الألواح مثل الخشب تماما وتجهيزها للاستخدام.
البيوت الريفية المتوقعة وفق تصورها
الماجيستير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة