ألقى الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب محاضرة بعنوان: "أهمية دراسة أصول الفقه للدعاة" لأئمة وواعظات مصر والسودان، بحضور الدكتور أشرف فهمى مدير عام الإدارة العامة للتدريب، وذلك فى إطار فعاليات اليوم السادس للدورة التدريبية الثانية المشتركة لأئمة وواعظات مصر والسودان بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين اليوم الأربعاء الموافق 15/ 9/ 2021.
وفى بداية محاضرته رحب الدكتور على جمعة بالحضور من أئمة وواعظات السودان ومصر، موجهًا الشكر للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على هذه الاستضافة الكريمة، مشيرًا إلى أن أصول الفقه تعلمه الصحابة الكرام من لغة العرب، ومن صحبتهم للنبى (صلى الله عليه وسلم)، وممارستهم للحياة، مما مكنهم من فهم النص الشريف قرآنا وسنة، مشيرًا إلى أن الله تبارك وتعالى هيأ الأئمة والدعاة ليكونوا سببًا لحفظ القرآن الكريم.
ولفت إلى أن كلمة أصول تعنى فى لغة العرب: "الأسس"، وكلمة الفقه تعنى: "الفهم"، فمعنى المصطلح فى اللغة: "أسس الفهم"، وقد عرفه المتخصصون بأنه "معرفة دلائل الفقه إجمالًا، وكيفية الاستفادة منها، وحال المستفيد"، وقد تكاملت قواعد هذا العلم منذ عصر مبكر، وكانت سندًا (لروجر بيكون) فى وضع قواعد المنهج التجريبى، حيث إن مسائل هذا العلم فى غاية الدقة والانضباط، تعصم المجتهد من الشطط أو الزلل، وتمكنه من إدراك الواقع.
وأشار إلى تعدد الأدلة الشرعية، وقد اتفق العلماء منها على أربعة : الكتاب والسنة والإجماع والقياس، وهناك أدلة أخرى اختلف فيها العلماء، ولكل سنده الشرعى فيما اعتمد من أدلة، ومن هذه الأدلة المختلف فيها العرف، وسد الذريعة، والاستصحاب.
وأكد أن الفتوى غير الحكم، فالحكم إذا وجدت شروطه وجد، أما الفتوى فتراعى الواقع، ولا بد فيها من الاطلاع على النص الشرعى والربط بينه وبين الواقع، فالفقيه الحقيقى بإدراكه لمقاصد الشريعة ورعايته لمصالح العباد يحقق الأمن والقوة لمجتمعه، ويدفع عنه كل تهديد، ويحقق له أسباب التقدم والرفاهية، ويفتح له أبواب العمل والإنتاج لتحقيق العزة للمجتمع ورفعة شأنه بين الأمم.