يبدأ الروائى السورى خليل الرز روايته "الحى الروسى" مما انتهى إليه فى روايته السابقة البدل، دون أن يذكر أنها جزء ثان لها، فهى ليست جزء ثان بالمعنى المفهوم بل إنها فقط تعيد استخدام نفس الشخصيات.
ومن اللافت للنظر فى هذه الرواية أن أبطالها شخصيات وحيوانات فمقطع كبير من القسم الأول بطلته زرافة وهو أمر غير مطروق فى الروايات العربية، فن الوارد أن يدخل بعض المجربين عناصر مثل الحيوانات لكنها لا تستحوذ على كل هذا الكم من السرد كما جاء في رواية الحى الروسى.
تحكى هذه الرواية الصادرة عام 2019 عن منشورات ضفاف والاختلاف عن حي افتراضى يتخيل الكاتب أنه موجود في دمشق، وهو حي يرفض الدخول في الحرب الدائرة حوله طيلة سنوات، لكنه يجد نفسه، أخيرا، مرغما على دخولها، فيدخلها بالحكاية وليس بالأسلحة، أبطال الحكاية هم زرافة في حديقة الحيوانات، وكلب، وكلبة أفغانية، وعصفور منسوج من الصوف.
ومن الشخصيات الأخرى الراوي وهو مترجم يعيش في حديقة الحيوانات في الحي الروسي، وفيكتور إيفانيتش صحفي روسي سابق يعمل حاليا مديرا لحديقة الحيوانات، وأبو علي سليمان أستاذ لغة فرنسية وصاحب محل ملابس، وعصام الذى يعمل في ملهى ورشيدة المغربية عازفة عود سابقة في كباريه، وأركادي كوزميتش كاتب روسي مغمور ونونا بنت عازف الكلارينيت المشغولة بنسج الصوف والتى تعيش مع الراوي في حديقة الحيوانات.
وخليل الرز روائي ومترجم سوري من مواليد 1956، صدر له مسرحية وتسع روايات، منها "غيمة بيضاء في شباك الجدة" (1998) ، "أين تقع صفد يا يوسف" (2008) و"بالتساوي" (2014، وفي الترجمة عن اللغة الروسية صدر له "حكايات الزمن الضائع" ليفجيني شفارتس (2004)، "مختارات من القصة الروسية" (2005) و"مختارات من قصص أنطون تشيخوف" في مجلدين (2007).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة