تمر اليوم ذكرى انتصار القائد الروماني أوكتافيوس يعلى خصمة ماركوس أنطونيوس وزوجته ملكة مصر كليوباترا في معركة أكتيوم البحرية، وذلك فى 2 سبتمبر عام 31 ق.م، وكانت ساحة القتال البحر الأيونى، قرب المستعمرة الرومانية أكتيوم في اليونان، كانت قوات أوكتافيوس بقيادة ماركوس فيبسانيوس أجريبا والذى كان وزيراً فى عهد أوكتافيوس فى حين كان ماركوس أنطونيوس يقود قواته وقوات كليوباترا السابعة.
هذه قصة ولادة الإمبراطورية الرومانية، بعد الفوضى التي عمت إثر اغتيال يوليوس قيصر، وجد اثنان من الرجال الأقوياء أنفسهما يتصارعان فيما بينهما على الحكم فى روما، ماركوس أنطونيوس السيناتور والشاب الطموح أوكتافيوس من جهة أخرى.
وبحسب دراسة بعنوان "معركة أكتيوم" نشرت على الموقع الرسمى لجامعة دمياط، فأن العاصفة التي هبت بين أوكتافيوس وأنطونيوس منذ قراءة وصية يوليوس قيصر كانت عمى وشك الانفجار، وقد جاءت الشرارة الأولى من حضارة مصر القديمة، وملكتها اللامعة والطموحة كليوباترا السابعة التى كانت يوما خليلة ليوليوس قيصر، أما اليوم فقد أصبحت حاكمة ناجحة بأمر من نفسيا، كان لشخصية كليوباترا جاذبية كبيرة، كانت من سلالة اليونانيين الذين غزوا مصر فكانت نيران الإسكندر الألكبر تشتعل في شرايينها، وتحولت مصر إلى صومعة غلال كبيرة للرومان، فقد كان النيل بمياه العذبة وضفافه الخصبة يطعم مستعمرات روما الشاسعة، وقد تمكن المصريون قبل بضعة قرون من تطوير سبل الري ما جعل منها مصدر الغذاء في العالم، طالما بقي قادة مصر تحت سلطة الرومان كانت روما تشعر بالأمان، أما اليوم فقد جلس الأمير الصغير "قيصرون" ابن كليوباترا من يوليوس قيصر إلى جانبها على عرش مصر.
من خلال قيصرون كانت كليوباترا تطالب بلقب وسلطة القيصر، وطالما بقيت كليوباترا على قيد الحياة كانت تهديد جدي لسلطات أنطونيوس وأوكتافيوس في أثينا وروما عمى التوالي، وجد أنطونيوس فرصة سانحة لاستخدام كليوباترا في مصلحته فالتقيا في مركب وكان لهذا اللقاء أثر كبير في عالم الرومان، وجدت كليوباترا نفسها تنشئ سلالة إغريقية رومانية جديدة، تعيد فيها بناء إمبراطورية الإسكندر الأكبر، واعتقد أنطونيوس أن علاقته مع كليوباترا ستمنحخ قوة أكبر للمطالبة بلقب وسلالة القيصر، فقام بتوزيع أراضى رومانية كانت تحت سيطرته إلي كليوباترا وأولادها فيما يعرف بـ"الهبات السكندرية" التي كانت بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير.
وبحسب كتاب "ملكات الفراعنة.. دراما الحب والسلطة" للدكتور حسين عبد البصير، أن أوكتافيوس أعلن الحرب على شريك وصديق الأمس الذى أصبح عدو اليوم. وبدأ يشهر به وبكليوباترا التى أطلق عليها وصف "العاهرة"! ونجح فى الحصول على موافقة السيناتو فى شن حرب للقضاء على كليوباترا وأنطونيوس. وأقسم أن يحضر كليوباترا مقيدة بالسلاسل إلى روما.
وبالفعل التقى الطرفان فى موقعة أكتيوم البحرية، وهزم فيها أنطونيوس وكليوباترا وهربا إلى مصر، وأشاعت كليوباترا أنها ماتت لتستثير قوة أنطونيوس، غير أنه مات، ودخل أوكتافيوس من سوريا إلى مصر، واستولى عليها تماماً، وحاولت معه كليوباترا بكل الوسائل، غير أن هذا الشخص، العصامى الريفى الأصل، رفض كل محاولات كليوباترا التى أخذت حياتها بيديها عن طريق حية الكوبرا، وإن كان المؤرخ بلوتارخ، الذى يحمل كليوباترا المسؤولية كاملة، يرى أن أوكتافيوس أرسل إليها من قتلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة