أعلنت العواصم الثلاث، القاهرة وطرابلس ودمشق، أن 10 ملايين ناخب فى مصر وليبيا وسوريا قالوا «نعم» لدولة الوحدة الكبرى، وفقا لجريدة «الأهرام» يوم 3 سبتمبر 1971.
جرى الاستفتاء على قيام دولة «اتحاد الجمهوريات العربية» وتضم، مصر وسوريا وليبيا، يوم 1 سبتمبر 1971، وذكرت «الأهرام» أن فى مصر 99.9 % ممن أدلوا بأصواتهم قالوا «نعم» لدولة الوحدة الكبرى، وفى ليبيا 98 %، وفى سوريا قال 96.4 % نعم.
ورغم الطابع الوحدوى للحدث، إلا أنه شهد إعلانا دستوريا من الرئيس السادات يوم 2 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1971، بإطلاق اسم «جمهورية مصر العربية»، وإلغاء اسم «الجمهورية العربية المتحدة»، وهو الاسم المعمول به منذ إعلان الوحدة بين مصر وسوريا يوم 22 فبراير 1958، وتكون من مصر باعتبارها «الإقليم الجنوبى» فى دولة الوحدة، وسوريا «الإقليم الشمالى»، ورغم حركة الانفصال التى قامت فى سوريا ضد دولة الوحدة يوم 28 سبتمبر 1961، إلا أن مصر ظلت تحتفظ باسم «الجمهورية العربية المتحدة» كتذكار لأول وحدة عربية فى العصر الحديث، فيما ألغته سوريا.
كان اسم «جمهورية مصر العربية» هو التالى تاريخيا للعديد من الأسماء التى تم إطلاقها على مصر وكانت انعكاسا لوضعها السياسى، فبعد الغزو العثمانى بهزيمة طومان باى فى موقعة «الريدانية» فى يناير 1517 أصبحت ولاية عثمانية، وظلت كذلك فى عهد محمد على باشا الذى حكم مصر من عام 1805 رغم نزوعه لمحاولات الاستقلال عن الدولة العثمانية، ثم أصبحت «الخديوية المصرية» منذ حصول إسماعيل باشا على لقب «الخديو» من السلطان العثمانى يوم 8 يونيو 1868، واستمرت «الخديوية المصرية» مع الخديو توفيق بن إسماعيل الذى استعان ببريطانيا لاحتلال مصر يوم 14 سبتمبر 1882 إنقاذا لعرشه من الثورة العرابية فاستحق لقب «الخائن الأعظم»، وتولى بعده ابنه الخديو عباس الثانى.
فى 19 ديسمبر 1914، أعلنت بريطانيا حمايتها على مصر أثناء الحرب العالمية الأولى، وعزلت «الخديو عباس الثانى» فى نفس اليوم، وألغت «الخديوية المصرية» لتصبح «السلطنة المصرية»، وكان «حسين كامل» هو «السلطان» حتى وفاته فى أكتوبر 1917، ومن بعده حكم «فؤاد» بصيغة «السلطنة»، ثم أصبح ملكا بعد أن تحولت مصر إلى «ملكية» على إثر تصريح 22 فبراير 1922، واحتفظ بعرشه الملكى حتى وفاته يوم 28 إبريل 1936، وتولى بعده ابنه فاروق حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، وألغت الثورة النظام الملكى وحكم أسرة محمد على يوم 18 يونيو 1953، وأصبح اسم مصر «جمهورية مصر»، وبقى كذلك حتى إعلان الوحدة بين مصر وسوريا يوم 22 فبراير 1958، وتحول اسم البلدين إلى «الجمهورية العربية المتحدة يوم 22 فبراير 1958.
ألغى الرئيس السادات اسم «الجمهورية العربية المتحدة» يوم 2 سبتمبر 1971، وأصدر إعلانا دستوريا بالاسم الجديد أذاعه اللواء ممدوح سالم وزير الداخلية، وفقا للأهرام يوم 3 سبتمبر 1971، وكان نصه: «بسم الله الرحمن الرحيم، بعد الإطلاع على الإعلان الدستورى بإصدار الدستور المؤقت المعمول به فى 25 سبتمبر سنة 1964، وبناء على ما أسفرت عنه نتائج الاستفتاء فى كل من الجمهورية العربية المتحدة، والجمهورية العربية الليبية، والجمهورية العربية السورية الذى أجرى فى 1 سبتمبر 1971، وموافقة الشعب فى الجمهوريات الثلاث على دستور الجمهوريات العربية، وبناء على المادة 11 من دستور اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة بما تضمنه من إطلاق اسم جمهورية مصر العربية على الجمهورية العربية المتحدة، واستنادا على هذا وبعون من الله وتوفيقه صدر هذا الإعلان:
مادة 1: يطلق اسم جمهورية مصر العربية على الجمهورية العربية المتحدة.
مادة 2: ينشر هذا الإعلان الدستورى فى الجريدة الرسمية، ويعمل به اعتبارا من اليوم الثانى من سبتمبر 1971، وعلى رئيس الوزراء والوزراء اتخاذ كل الإجراءات وإصدار القرارات التى يستلزمها إعمال هذا الإعلان.
تذكر «الأهرام» فى عدد 2 سبتمبر 1971 أن الاسم الجديد يتم العمل به من يوم «2 سبتمبر 1971»، وأن وزار الخارجية المصرية ستقوم بمخاطبة «الأمم المتحدة» والسفارات الأجنبية فى القاهرة بالاسم الجديد، وتؤكد الأهرام فى عدد 3 سبتمبر، أنه فى يوم 2 سبتمبر صدر أول بيان رسمى باسم جمهورية مصر العربية يعلن الاعتراف بحكومة قطر دولة عربية مستقلة، ونص البيان الذى أذاعته وزارة الخارجية: « تلقت جمهورية مصر العربية بالسرور والاعتزاز نبأ إعلان حكومة قطر استقلالها ذات سيادة، وحكومة مصر إذ تعلن اعترافها بالدولة الشقيقة، دولة مستقلة ذات سيادة، ترحب باشتراكها فى المسيرة الكبرى للأمة العربية المناضلة فى سبيل عزتها وكرامتها، ونرجو للدولة الشقيقة وشعبها الشقيق كل التقدم والرخاء».
