زكى القاضى

نظرية "بوز العربية"

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2021 12:24 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثناء قيادتك للسيارة يمكنك بسهولة تشريح كثير من قطاعات الشعب المصرى، ويمكنك أن تتبين الطباع الخاصة بمنطقة بعينها عن منطقة أخرى، بل ويمكنك لو دققت الأمر ستعرف طبيعة رئيس الحى و مدير المرور، وستعلم الفرق بين مرور الجيزة و مرور القاهرة، وبين مرور الدقى و مرور المعادى، فكلها تفصيلات يمكنك فيها أن تتعرف على طبيعة المصريين وخصالهم، لكن أكثر ما استوقفنى فى كل ذلك هو نظرية يمكن أن نطلق عليها نظرية " بوز العربية"، أى مقدمة السيارة، فهناك تقليد ما يقوم به الكثيرون، هو أن يرمى مقدمة سيارته فى أى طريق كان، وبعدها يترك الأمور لتكيف نفسها حول ما قام به، والأمر فى حقيقته ليس متعلقا بسيارة بعينها و شخص بعينه، لكنه نظرية عامة تحدث ربما آلاف المرات يوميا فى كل تفاصيل حياتنا، حيث تجد شخصا لا يدرك أى قيمة أو ضوابط أو معايير، ويذهب ليتصدر لفعل ما وهو يدرك فى داخله أنه غير أهل لذلك التصرف، كما أنه يدرك أيضا أن من حوله سيكيفون أوضاعهم على ما قام به، سواء كان ذلك لأن منهم قطاعا " بيشترى دماغه"، أو قطاع يسير تحت شعار " أنا مالى ، هو أنا أصدر نفسى ليه"، وكلها عبارات هدامة ومنتشرة فى نفوس الكثيرون، وتتعطل بسببهم آلاف المصالح، لأن هناك شخصا قرر تنفيذ نظرية " بوز العربية"، و آخرون ساروا فى طريق يؤمن له أن يتقدم بـ" بوز عربيته".
 
وفى السواقة هناك تشريحات أخرى لقطاعات كبيرة من المصريين، فكثير من مشاكلنا المرورية على سبيل المثال هى " طلعات الدائرى"، ففيها يتعطل مسيرة مئات السيارات، وآلاف المصالح، لأن شخصا قرر أن يستقل الدائرى من حارة ليست حارته، حتى أنك يوميا ترى سيارات تسير " بالعرض" لأنها قررت أن تتجاوز السيارات ومسارها الطبيعى، وتأخذ مسار آخر يعطل مصالح الناس، ثم أيضا يمكنك أن تتبين من طبيعة السواقة أنه للأسف كثير من الشباب يعتمدون على " الغرز " و" السرعات العالية"، وذلك لأنهم يرون فى ذلك قوة و " منظرة"، وللأسف يقعون ضحايا يوميا بسبب تلك الأفعال.
 
تشريح المجتمع المصرى فى سواقة السيارات ليس بسيطا، ولا يعتمد على تلك النقاط فقط، لكن الحقيقة أن رخصة السيارة يجب أن تكون أهم و أقوى من رخصة السلاح، وضوابط المرور يجب أن تكون فى مستوى أعلى بكل الطرق، بحيث لا يستطيع أحد تجاوزها.
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة