محمود عبدالراضى

ثقافة الاعتذار

الأربعاء، 22 سبتمبر 2021 02:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جربت أن تقول "أنا آسف" بعد أي خطأ ـ مقصود أو غير مقصود ـ ارتكبته في حق الآخرين، حدثني عن السعادة والارتياح الداخلي الذي شعرت به بعد "الاعتذار" للآخرين، وحدثني ـ أيضًا ـ عن البسمة التي ارتسمت على وجه الطرف الآخر.
 
"أنا آسف"، هل خصمت شيئًا من شخصيتك!! هل تجعلك تفقد أي شيء من كبرياء "سعادتك"!! بالتأكيد "لا"، وإنما تضيف إلى قوتك قوة، وإلى شخصيتك جمالًا وحبًا.
 
إذا، لماذا غابت "ثقافة الاعتذار" عن مجتمعنا؟، لأنه ـ للأسف ـ يسود أحيانًا ثقافة "الكبر والغرور"، ويعتقد البعض بالخطأ أن "الاعتذار" ضعف ووهن، وتخوفًا أن ينظر إليهم البعض بالتراجع والاستسلام، وعدم التسليم لفكرة العدول عن الخطأ وتصحيحه، طالما أن الشخص نفسه مقتنع أنه أخطأ في حق الآخرين.
 
بالتأكيد، وأنت تسير في الشوارع تعرضت كثيرًا لمضايقات من قائدي بعض السيارات، ربما يكون معظمها دون قصد، ورغم غضبك الشديد، ينتهي كل ذلك، عندما يرفع لك سائق السيارة "يده" معلنًا الاعتذار، وقتها تذوب جبال الغضب جملة واحدة.
 
في عملك، وفي تحركاتك، وفي كل شيء، بالتأكيد تتعرض لمواقف صادمة، لكن ما يهون عليك هذه المواقف وتتجاوزها، عندما تجد الطرف الآخر بادرك بـ"الاعتذار".
 
"الاعتذار" ليس ضعفا ولا تراجع ولا استسلام، وإنما هو قوة واعترافا بالحق، وبداية جديدة للتسامح وخلق أجواء من المحبة بين الناس، فأفشوا "الاعتذار" بينكم، للتغلب على مصاعب الحياة، واحترامًا لمشاعر الاخرين، لتجدوا من يخفف عنكم صدمات الحياة.
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة