كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي يحصلون على قدر أقل من نوم حركة العين السريعة " REM"، وهذه المرحلة من النوم هامة للتفكير والذاكرة، بحسب ما نشر موقع "CNN" الأمريكي.
ومرحلة حركة العين السريعة أثناء النوم، أو REM ، هي النقطة الهامة خلال دورات النوم لدينا، والتي تتميز بمزيد من الأحلام، والحركة الجسدية، ومعدل ضربات القلب والتنفس بشكل أسرع مما كانت عليه في مراحل النوم الأخرى.
وبحسب الدراسة، التي نُشرت في مجلة Neurology، المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، فقد قام الباحثون بإجراء تحليل لـ 32 دراسة أخرى، ووجدوا أن البالغين والأطفال الذين يعانون من الصداع النصفي يحصلون على نوم أقل جودة مقارنة بالأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من الصداع النصفي.
وقال أحد مؤلفي الدراسة الدكتور جان هوفمان، وهو محاضر إكلينيكي في علم الأعصاب في كينجز كوليدج لندن: "أردنا تحليل الأبحاث الحديثة للحصول على صورة أوضح لكيفية تأثير الصداع النصفي على أنماط نوم الناس وشدة الصداع".
وأضاف هوفمان، عضو الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب: "بهذه الطريقة، يمكن للأطباء دعم الأشخاص المصابين بالصداع النصفي وتقديم علاجات نوم أكثر فعالية".
كتب المؤلفون أن الارتباطات التي لوحظت سابقًا بين اضطرابات النوم والصداع النصفي كان من الصعب على الباحثين حلها، لأن التغيرات في النوم يمكن أن تكون محفزًا أو علاجًا أو عرضًا للصداع النصفي.
على الرغم من أن الصداع النصفي يؤثر على حوالي مليار شخص لم يكن هناك الكثير من الأبحاث الحاسمة حول ما يفكر فيه مرضى الصداع النصفي بشأن جودة نومهم - وما إذا كانت الاختبارات المعملية الموضوعية تتطابق مع ذلك.
شمل التحليل التلوي الجديد أكثر من 10000 من البالغين والأطفال الذين شاركوا في دراسات سابقة وسجل البالغون المصابون بالصداع النصفي درجات أسوأ من المشاركين الأصحاء في مؤشر جودة النوم وهو استبيان يسأل عن جودة النوم ، والوقت الذي يستغرقه النوم ، ومدة النوم وكفاءته ، واضطرابات النوم ، واستخدام أدوية النوم ، والخلل الوظيفي أثناء النهار وكانت هذه النتيجة أكثر شيوعًا بين البالغين المصابين بالصداع النصفي المزمن وليس العرضي.
خضع العديد من المشاركين لتخطيط النوم الليلي، وهي دراسة للنوم تسجل وظائف معينة للجسم أثناء نوم المشاركين وتستخدم لتشخيص اضطرابات النوم.
وأظهرت هذه الاختبارات أن البالغين والأطفال الذين يعانون من الصداع النصفي لديهم نسبة أقل من نوم حركة العين السريعة كما استغرق الأطفال المصابون بالصداع النصفي وقتًا أقل للنوم، ووقت نوم إجمالي أقل ، ووقت استيقاظ أطول.
وقال الباحثون إن الصداع والصداع النصفي مرتبطان بالأرق والسير أثناء النوم ومتلازمة تململ الساق وغيرها من اضطرابات النوم.
وتوصل الباحثون الى انخفاض في نوم حركة العين السريعة في الليلة التي تسبق نوبة الصداع النصفي.
وأوضحت الدراسة أن أحد أعراض الصداع النصفي التي تفاقمت بعد الحرمان من نوم حركة العين السريعة هو الألم عندما يشعر شخص ما بالألم بعد لمس جلده بطريقة لا تسبب الألم في العادة وهذا يشير إلى اختلال وظيفي محتمل في عمليات نوم حركة العين السريعة التي يمكن أن تسبب الصداع النصفي.
وقال المؤلفون إن الأطفال الذين يعانون من الصداع النصفي والذين ينامون أسرع من الأطفال الذين لا يعانون من الصداع النصفي ربما يكونون قد فعلوا ذلك لأنهم قد يكونون محرومين من النوم.
