مع اقتراب الذكرى العشرين من الحملة العسكرية الأمريكية على أفغانستان، ندون فصول من هذه الحرب، البداية وما تلاها من أحداث وصلت بنا إلى النهاية التي شهدها العالم قبل شهر واحد عندما انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من أفغانستان لتعود حركة طالبان إلى سدة الحكم.
نروى أهم كواليس الحرب الأطول فى تاريخ أمريكا والتى يصادف السابع من شهر أكتوبر القادم ذكراها الـ20، حيث استمرت 19 عاما و10 شهور دون أن تحقق أهدافها المتمثلة فى التخلص نهائيا من تنظيم القاعدة وحليفه الرئيسى طالبان.
15 أكتوبر 1999، تصنيف طالبان كمنظمة إرهابية
أصبح واضحا للعيان عمق العلاقة بين طالبان التى ورثت حكم أفغانستان بعد سلسلة من الحروب ضد الإتحاد السوفيتى وتنظيم القاعدة تحت قيادة الراحل أسامة بن لادن الذى كان قد ارتكب عدة عمليات ضد مصالح أمريكية، مما دفع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إصدار قرار يصنف كل من القاعدة وطالبان كمنظمات إرهابية.
مقاتلون تابعون لطالبان بالقرب من العاصمة الأفغانية كابول عام 1999
9
سبتمبر 2001، اغتيال شاه مسعود زعيم المقاومة ضد الطالباناعتبر الكثير من المراقبين اغتيال أحمد شاه مسعود الذى كان يقود المقاومة- نجله يقوم بنفس الدور حاليا- فى أفغانستان ضد تنظيم طالبان والقاعدة بمثابة رفع الستار عن عملية استهداف البرجين فى الولايات المتحدة الأمريكية لاحقا.
جنازة شاه مسعود
11 سبتمبر 2001، هجمات البرجين الإرهابية
اختطف 19 عنصر تابع لتنظيم القاعدة الإرهابى 4 طائرات تجارية، ليحطموا 2 فى برجى التجارة العالمى فى مدينة نيويورك، وأخرى فى مبنى وزارة الدفاع الأمريكية، والأخيرة تحطمت فى حقل مفتوح بولاية بنسلفانيا الأمريكية. خلفت تلك العملية الإرهابية حوالى 3 ألاف قتيل، مع العلم أن منفذى العملية لم يكن بينهم أفغانى واحد. كان قائد العملية مصري الجنسية ويسمى خالد عطا، و15 أخرين من السعودية. توعد الرئيس الأمريكى أنذاك "جورج بوش" طالبان، أمرا إياها بتسليم قيادات تنظيم القاعدة أو مشاركة مصيرها.
هجمات سبتمبر
18 سبتمبر 2001، توقيع قانون أمريكى يقضى بقتال المتورطين فى هجمات سبتمبر
قررت إدارة بوش تمرير قانون يقضى بمطاردة كل المتورطين فى هجمات سبتمبر، وتضمن القانون قرارات اعتبرها البعض مبالغة مثل بناء معتقلات للتعذيب على غرار جوانتنامو، أو التنصت على مكالمات المواطنين الأمريكيين دون أمر من المحكمة، أو غزو بلد كامل لتعقب تنظيم.
الرئيس الأمريكى جورج بوش
7 أكتوبر 2001، بدء الغزو الأمريكى لأفغانستان
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في توجيه ضربات جوية متتابعة لتنظيمى طالبان والقاعدة فى أفغانستان، وقد ساندتها بريطانيا مع وعود حلفاء أخرين بالتدخل لاحقا مثل كندا، أستراليا، فرنسا، وألمانيا. واظبت القوات الأمريكية على توجيه الضربات الجوية، وصاحبها بريا تحرك لقوات "التحالف الشمالى" التى كان يتزعمها الراحل أحمد شاه مسعود، 1000 جندي تابع للقوات الخاصة الأمريكية، وعناصر مسلحة من قبيلة الباشتو لكنهم مناوئين لتنظيم طالبان.
الطائرة الأمريكية بى 52 تلقى بالقنابل فى أفغانستان
نوفمبر 2001، سقوط وتراجع سريع لقوات طالبان
مقاومة طالبان لم تدم طويلا أمام الغزو البرى المتشكل من أطياف مختلفة من معارضيهم في أفغانستان والقوات الأمريكية التى كانت قد أوجدت لها موطئ قدم بالفعل داخل الأراضى الأفغانية. لتسقط خلال شهر واحد العاصمة الأفغانية كابول، لتطالب الأمم المتحدة بتشكيل حكومة انتقالية تفرض السلام في البلد المضطرب.
ديسمبر 2001، هروب بن لادن من أفغانستان إلى باكستان المجاورة
استمرت المليشيات الأفغانية في تتبع أسامة بن لادن وأعوانه في تنظيم القاعدة، مقتفيين أثارهم حتى كهوف "تورا بورا"، ليهرب بن لادن أخيرا من أفغانستان وينتهى به الأمر في باكستان قبل أن يقتل لاحقا بعد عشر سنوات في نفس البلد على يد الولايات المتحدة الأمريكية. وقد استدعى عدم تدخل الولايات المتحدة في مطاردة بن لادن الأولى في أفغانستان استغراب العديد من المراقبين.
مقاتلو القاعدة فوق قمم أحد جبال تورا بورا
9 ديسمبر 2001، سقوط طالبان رسميا
شهد هذا الشهر هروب قائد تنظيم طالبان أنذاك "الملا عمر" من المدينة التى تعتبر مركزا للحركة وهى "قندهار".
مقاتلو طالبان فى أحد السجون بعد الهزيمة
ما تلى ذلك من أحداث لم يضع نهاية لوجود كل من تنظيم القاعدة وتنظيم طالبان، ليقرر الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن إنهاء وجود بلاده في أفغانستان لتعود طالبان في منتصف الشهر الماضى إلى حكم أفغانستان بعد حوالى 20 عام.