خالد إبراهيم

إجازة من عالم غير موجود.. ازاى تشترى دماغك فى خطوة واحدة

الأربعاء، 29 سبتمبر 2021 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أغلب الظن اننى سأقوم بإعادة نشر هذا المقال عبر حساباتى على مواقع السوشيال ميديا المختلفة، منتظرا من أصدقائى عبارات المدح والاشادة، ودعوات بالاستمرار، وربما سيكتبها بعضهم دون حتى أن يقرأوا المقال نفسه، كنوع من المجاملات الرقيقة والتشجيع.
 
الأعجب والأغرب من ذلك، أن تصرفى باعادة نشر المقال عبر حساباتي على السوشيال ميديا، يتنافى تماما مع الفكرة الاساسية للمقال، وانا اعترف بذلك.
 
لا اريد أن ادخلك في مزيد من الألغاز و "الفوازير"، فأنا هنا أتحدث عن ادمان مواقع السوشيال ميديا، وكم الساعات والأيام التي يتم اهدارها، ونحن نمسك بهواتفنا، ننتقل بين التطبيقات والمواقع المختلفة، معتقدين بذلك اننا نقتل الوقت، ونحارب الملل، أو كما يقول أغلبنا من الشباب "بنزق اليوم علشان بعدى"
 
بين الحين والاخر اخوض تجربة شخصية ابتعد فيها عن أغلب تطبيقات السوشيال ميديا لعدة اسابيع او ربنا أكثر من شهر، يقتصر فيها استخدامى لتطبيق واحد فقط، لأتابع الترندات بحكم عملى كصحفى لا يصح أن ينعزل عن العالم، و حتى لا اكون "زى الاطرش فى الزفة"
 
ما دفعنى لتكرار هذه التجربة، أن أحد التطبيقات، يعطى المستخدمين بيانات عن عدد ساعات استخدامهم للتطبيق على مدار اليوم، وكذا على مدار الأسبوع، ففوجئت أن متوسط استخدامي لهذا التطبيق يوميا كان أكثر من 5 ساعات، بخلاف التطبيقات الاخرى، الأمر الذى اعتبرته اهدارا غير مبرر للوقت.
 
بنهاية اجازتى من السوشيال ميديا، أجد دائما أن المحصلة لابد بأس بها، فعلى سبيل المثال، الانتهاء من قائمة كتب معلقة لا اقترب منها لشهور، وعشرات الافلام والمسلسلات التى سبق ووضعتها على قائمة الانتظار، ناهيك عن الراحة النفسية المكتسبة من وراء الابتعاد _ ولو مؤقتا _ عن النزاعات والخلافات الافتراضية التي فرضت نفسها علينا في هذا العالم الافتراضى، أو بمعنى أوضح "عالم غير موجود" ، وأيضا الابتعاد عن رؤية تعليقات سلبية وتنمر وتعصب فنى وكروى وحتى دينى بين عشرات الالاف من المستخدمين، وكأن هذه المنصات استحالت إلى مصنع عملاق ينتج يوميا أطنانا من الطاقة السلبية.
 
ارجوك، لا تتعامل مع هذه السطور على أنها دعوة من شخص حكيم لوقف استخدام السوشيال ميديا، أو حتى ترشيد استهلاكها، ولكنها مجرد عرض لتجربة شخصية، أتصور أنها مفيدة لسلامتنا وصحتنا العقلية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة