قدم "تليفزيون اليوم السابع" بثا مباشرا، مع هبه عبد الناصر، ابنة شقيق الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، من داخل منزلها بالإسكندرية، حيث تحدثت عن ذكرياتها مع عمها الزعيم جمال عبد الناصر.
وقالت هبه عبد الناصر، إن الزعيم كان له لقاءات عائلية، حيث كان يهتم بعائلته ويلتقى بهم فى المعمورة بالإسكندرية، وذكرت واقعة طريفة وقعت بينها وبين عمها، حينما التقت به فى المعمورة، وكانت ترغب بشدة فى مشاهدة أحد الأفلام الأجنبية السينمائية فى ذلك الوقت، وكانت حزينة جدا لرفض أشقائها الذهاب معهم إلى السينما، فقام الزعيم عبد الناصر بتلبية طلبها وعرض الفيلم على أسطوانة داخل منزلهم بالمعمورة، وكانت آخر واقعة بينها وبين الزعيم، حيث التقطت أخر صورة معه وتوفى بعدها بعامين.
وعن يوم وفاته قالت هبه: "لم أشهد ميدان وابور المياه بالإسكندرية بهذا الشكل طيلة حياتي، حيث كانت هناك حشودا كبيرة خرجت إلى الشارع فى تظاهرات الوداع على الرغم من أن الجنازة كانت بالقاهرة".
وحول علاقة الزعيم بوالدها، قالت كانت علاقة قوية، وكان هناك تليفون خاص بغرفة والدى ممنوع الاقتراب منه، لأنه كان مخصص لمكالمات الرئيس، وكان والدى يقول له ياريس والزعيم يقول لوالدى يا استاذ، حيث كانت علاقة احترام متبادلة.
وتروى "هبه" عن الزعيم، إنه كان يرفض أن يستغل أحدا من أفراد أسرته منصبه واسمه، وكان والدى يمتلك شقتين الأولى بالقاهرة بحكم عضويته بمجلس الأمة، والثانية فى الإسكندرية وهى السكن الخاص بالأسرة، وأصر الزعيم على أن يختار والدى شقة واحدة فقط ليعيش فيها مع الأسرة حتى لا يقال إن شقيق عبد الناصر يمتلك شقتين، وبالفعل إنصاع والدى لأوامر الرئيس واختار شقة الإسكندرية فقط.
وحول مكانة الزعيم التى مازالت باقية فى نفوس المصريين إلى الآن قالت ": كان ومازال وسيظل رمزا لرفض الطغيان والثورة على الظلم وزعيم الغلابة ليس فى مصر فقط و لكن فى جميع دول العالم، حيث يوجد فى أمريكا الجنوبية 16 شارع باسم الزعيم و أكبر ميادين لبنان و ليبيا و سوريا سميت باسم عبد الناصر، كما استمرت مكانته فى نفوس المصريين وهو ما شاهدناه بحمل صور الزعيم عبد الناصر فى ميادين ثورة 30 يونيو"، مؤكدة على أن الرئيس السيسى أقرب إلى شخصية الزعيم عبد الناصر، خاصة فيما يتعلق بسياسة مصر القوية عالميا و الاهتمام بالطبقات الفقيرة و تقديم الدعم الاجتماعى لهم.
وردا على الهجوم على سياسات جمال عبد الناصر قالت: "لا يوجد شخص على الأرض قد يتفق علية الجميع، والزعيم قام بتغيير نظام استمر منذ عهد محمد على وأنشأ أول جمهورية ومن الطبيعى أن يكون هناك معارضين من الفئة التى تضررت من تغيير نظام الحكم الملكي، وهى فئة قليلة جدا كانت تمتلك معظم ثروات مصر، وجاء عبد الناصر وانحاز إلى الفقراء وأعاد إليهم حقوقهم.
ورحل الزعيم جمال عبد الناصر، عن عالمنا فى يوم 28 سبتمبر من عام 1970، مخلفا وراءه خسارة كبرى شعر بها الشعب المصرى بصفة خاصة، وبقلوب شعوب العالم العربى والإفريقى بصفة عامة.
وقاد الزعيم جمال عبد الناصر حركات التحرر فى مختلف دول العالم، وقدم نموذجا يحتذى فى الاستقلال والإخلاص للوطن، واستطاع عبد الناصر أن يكون حجر زاوية مهما فى السياسة العربية والعالمية، وكان صاحب مشروع واضح المعالم فى مصر، وفى علاقاتها بأفريقيا والعالم العربى وبقية دول العالم.
ولد جمال عبد الناصر فى 15 يناير 1918، فى حى باكوس الشعبى بالإسكندرية، لأسرة تنتمى إلى قرية بنى مر بمحافظة أسيوط فى صعيد مصر، وانتقل فى مرحلة التعليم الأولية بين العديد من المدارس الابتدائية، حيث كان والده دائم التنقل بحكم وظيفته فى مصلحة البريد، فأنهى دراسته الابتدائية فى قرية الخطاطبة إحدى قرى دلتا مصر، ثم سافر إلى القاهرة لاستكمال دراسته الثانوية، فحصل على شهادة البكالوريا من مدرسة النهضة الثانوية بحى الظاهر بالقاهرة فى عام 1937.
بدأ عبد الناصر حياته العسكرية وهو فى التاسعة عشرة من عمره، فحاول الالتحاق بالكلية الحربية لكن محاولته باءت بالفشل، فاختار دراسة القانون فى كلية الحقوق بجامعة فؤاد (القاهرة حاليًا)، وحينما أعلنت الكلية الحربية عن قبولها دفعة استثنائية تقدم بأوراقه ونجح هذه المرة، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان فى يوليو 1938.
عمل جمال عبد الناصر فى منقباد بصعيد مصر فور تخرجه، ثم انتقل عام 1939 إلى السودان ورُقى إلى رتبة ملازم أول، بعدها عمل فى منطقة العلمين بالصحراء الغربية ورُقى إلى رتبة يوزباشى (نقيب) فى سبتمبر1942 وتولى قيادة أركان إحدى الفرق العسكرية العاملة هناك. وفى العام التالى انتدب للتدريس فى الكلية الحربية وظل بها ثلاث سنوات إلى أن التحق كلية أركان حرب وتخرج فيها فى 12 مايو 1948، وظل بكلية أركان حرب إلى أن قام مع مجموعة من الضباط الأحرار بثورة يوليو.
شارك فى حرب 1948 خاصة فى أسدود ونجبا والفالوجا، وربما تكون الهزيمة العربية وقيام دولة إسرائيل قد دفعت بعبد الناصر وزملائه الضباط للقيام بثورة 23 يوليو 1952.
كان لعبد الناصر دور مهم فى تشكيل وقيادة مجموعة سرية فى الجيش المصرى أطلقت على نفسها اسم "الضباط الأحرار"، حيث اجتمعت الخلية الأولى فى منزله فى يوليو 1949وضم الاجتماع ضباطًا من مختلف الانتماءات والاتجاهات الفكرية، وانتخب فى عام 1950 رئيسًا للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسع التنظيم انتُخبت قيادة للتنظيم وانتُخب عبد الناصر رئيسًا لتلك اللجنة، وانضم إليها اللواء محمد نجيب الذى أصبح فيما بعد أول رئيس جمهورية فى مصر بعد نجاح الثورة.
اليوم-السابع-في-منزل-هبة-عبدالناصر
اليوم-السابع-في-منزل-هبة-عبدالناصر
اليوم-السابع-في-منزل-هبة-عبدالناصر
اليوم-السابع-في-منزل-هبة-عبدالناصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة