قدم تليفزيون اليوم السابع، في تغطيته الخاصة أعدها أحمد حسنى، وقدمتها جيرمين شلبى، تفاصيل وفاة الطفلة مارينا بعد كتابة وصيتها.
وأبكت رسالة طفلة منتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعى، الكثير من الناس الذين قرأوا باهتمام ما يشبه "وصية" كتبتها الطفلة مارينا ميلاد، بخط يدها للحديث عن شعورها من قرب الموت منها، الأمر الذى تحقق بالفعل بعد قرابة 3 أشهر من يوم كتابة الطفلة ذات الـ12 عامًا، رسالتها إلى أسرتها، حيث بدأتها بجملة "أنا هموت قريب جداً.. أنا متأكدة"، واختتمتها بوصايا لأسرتها عند رحيلها.
وفى تفاصيل جديدة حول قصة الطفلة مارينا، كشف شقيقها سامح ميلاد، قصة إصابتها بمرض نادر حتى وفاتها، حيث قال في حديثه لـ"اليوم السابع"، إنهم من سكان القاهرة، وأن شقيقته التي توفيت يوم 2 سبتمبر الجارى، أوصتهم بدفنها في مقابر الأسرة، لذلك توجهوا إلى محافظة المنيا لدفنها هناك.
وقال سامح ميلاد، "أصيبت شقيقتى، بورم تحت اللسان بحجم صغير، وتابعنا مع طبيب الذى أجرى لها عملية استئصال للورم، لكن الورد عاد مرة أخرى بحجم أكبر، ثم أجرت عملية أخرى وبعد شهر عاد الورم مرة أخرى، وفى كل مرة كان يعود الورم بحجم أكبر، وذلك على مدار أكثر من 10 عمليات استئصال، تلتها عمليتين استئصال للفك، إضافة إلى خضوعها للعلاج بالإشعاع، والكيماوى".
وأوضح سامح، أن شقيقته مارينا، خضعت لعملية أخرى من أجل إعادة بناء الفك، والتي تم خلالها سحب عظام من القدم لتعويض العظام المستأصلة من الفك، وأشار إلى أن المرض الذى أصاب مارينا اسمه "أميلو بلاستوما".
وأشار إلى أن الطبيب المعالج لشقيقته الراحلة، أخبرهم بأن هذا المرض النادر يصيب الذكور بنسبة أكبر من الإناث، وأن الإصابة عادة ما تكون فى عمر أكبر من 18 سنة، كما أخبرهم الطبيب أن المرض رغم أنه ليس خبيث، لكنه مرض عنيف في أعراضه، ويصل عدد المصابين به حول العالم قرابة 50 مريضا فقط.
بدورها، كشفت رندا كاراس، إحدى المقربين من عائلتها والتي كانت تزور مارينا أثناء فترة مرضها، تفاصيل رحلة مرض الطفلة الراحلة التي أصبحت رسالتها حديث السوشيال ميديا، حيث قالت: "قصة مارينا وصليبها التقيل جدا.. مارينا كانت طفلة عندها 7 سنين بدأت تشتكى من ألم تحت لسانها راحت كشفت وبدأت تكتشف إن دا ورم تحت لسانها ولازم عملية جراحية لاستئصال الورم دا".
وأضافت رندا، "بالفعل عملت العملية وعدت فترة صغيرة وبدأ الورم دا يرجع تانى وللأسف كل ما تعمل استئصال للورم كان بيرجع بحجم أكبر من اللى قبله، وكمان بيكبر بسرعة جدًا، وفى وقت قصير جدًا مارينا خضعت لـ12 عملية جراحية لاستئصال الورم دا، وآخر عملية استغرقت 13 ساعة، وفى العملية مارينا شالت الفك السفلى اللى كان فى الورم وبدأوا ياخدوا أجزاء من رجلها علشان يسندوا اللسان".
وتابعت "مارينا كان بيجى عليها أيام درجة حرارتها بتوصل 44، وكانت بتفقد الوعى ومبتبقاش عارفه هى فين.. بعد العملية الأخيرة بأقل من شهر بدأت مارينا تاخد كيماوى وجلسات إشعاع علشان الورم ما يرجعش تانى بس للأسف ربنا كان خطته فى حياة مارينا كانت مختلفة شوية، وبدأ الورم يرجع تانى بشكل أبشع وأكبر بكتير من الأول لدرجه إن الورم كبر جدًا وبدأ يخرج لـ بره".
واستطردت "طبعا مارينا مكانتش بتعرف تاكل ولا تشرب وكمان التنفس كان بشكل صعب، بس كانت بتاخد العلاج والأكل والمياه عن طريق الراين اللى متوصل من بطنها للمعدة، وطبعا للأسف مارينا مكانتش بتستفيد من أى أكل لأن الورم كان كل الأكل والغذاء بتاعه من أكل مارينا وعلاجها وكان بيكبر فى اليوم تقريبًا 10 سم"، وأضافت "تخيلوا طفله 7 سنين تعانى فى حياتها كل الألم ده لحد ما توصل لـ12 سنة".
وقالت: "مارينا كانت شايفة دايما ربنا قدامها، كانت طفلة فى سنها لكن إيمانها بربنا كان كبير جدًا فوق الوصف.. مارينا كانت شخصية مريحة جدًا جدًا جدًا، وكانت دايمًا تصلى ومتحملة ألمها بكل شكر، وكمان كان فى أوقات بتعزى مامتها وباباها على ألمها.. مارينا عمرها ما قالت تعبانة غير فى أخر فترات كانت فعلا فى ألم لا يحتمل.. مارينا مكنش في أجمل من ضحكتها، ولا من طيبة قلبها، ولا بإحساسها بكل اللى حواليها".
واستكملت "مارينا كانت بتشوف قديسين وكمان ماما العدرا وبابا يسوع جالها أكتر من مرة.. ومن قداسة مارينا بيتها بدأت تظهر فيه صور لقديسين واللى كان يعرفها وبيروحلها كانوا بيشوفوا الصور دى وكمان بوضوح.. مارينا علمتنى أنا شخصيا إنى طول الوقت أشكر ربنا، وإن ربنا دايمًا معانا مهما كنا بنعانى من تعب.. مارينا الورم اللى كان عندها كا بيجى لـ1 فى المليون، ولما كان بيجى، يجى لولد مش لبنت، بس ربنا سمح بالتجربة دى لمارينا علشان تاخد إكليلها فى السما ونتعلم منها"، واختتمت حديثها "اذكرينى يا عروس المسيح أمام عرش النعمة.. بحبك أوى يا مارينا وحقيقى مفتقداكى".
ويشار إلى أن الطفلة مارينا، قالت في رسالتها لأسرتها، المكتوبة بتاريخ 6 يونيو 2021، "أنا مارينا.. أنا هموت قريب جداً، أنا متأكدة.. فى صوت بتقولى أنا هموت قريب وأنا حسه كده، لما اموت متغسلنيش ومحدش يشوفنى غير سامح وماجد وأنتى وبابا تلبسونى ومحدش يلبسنى غيركم".
وأضافت الطفلة مارينا فى رسالتها: "واللى يشيل الصندوق بابا وأعمامى وأنتى وماجد وسامح وعمى هانى، وأنتى تروحى المدافن ما تلبسيش أسود، ولا تعيطى ولا تعملى، وشغلوا التليفزيون وتجيبى كحك وبسكويت وتوزعى وتعملى قرص العدرا وقرص الملاك وتوزعى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة