كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن هناك تساؤلات حول الضربة الأمريكية بطائرة بدون طيار التى استهدفت سيارة مسلحين تابعين لداعش كانوا فى طريقهم للمطار وقت الإجلاء، ولكن أسقط الهجوم مدنيين ومن بينهم أطفال.
وقالت إن تحليل عسكرى أولى قبل الضربة كشف أنه "من الممكن" أن تكون هناك متفجرات فى السيارة وأن مشغلى الطائرات بدون طيار أخذوا مسحًا سريعًا للفناء قبل شن هجوم.
وأكد الجنرال مارك أ. ميلى، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأسبوع الماضى أن هجومًا بطائرة بدون طيار على سيارة بالقرب من المطار فى كابول، أفغانستان، كان "ضربة صالحة" أحبطت مؤامرة من قبل داعش فى الساعات الأخيرة من جهود الإجلاء.
وقال للصحفيين أن الانفجارات الثانوية بعد غارة الطائرة بدون طيار يوم الأحد الماضى دعمت استنتاج الجيش بأن السيارة كانت تحتوى على متفجرات - إما سترات ناسفة أو قنبلة كبيرة.
وقال الجنرال ميلى إن المخططين العسكريين من الجانب الأمريكى اتخذوا الاحتياطات المناسبة مسبقًا للحد من المخاطر على المدنيين فى الجوار.
لكن المسئولين العسكريين يعترفون بأن التحليل الأولى للجيش للضربة والظروف المحيطة به تقدم أدلة أقل حسمًا لدعم هذه المزاعم. كما يثير تساؤلات حول هجوم يقول أصدقاء وأفراد عائلة سائق السيارة أنه أدى إلى مقتل 10 أشخاص، سبعة منهم أطفال.
وقالت الصحيفة "حتى الآن، لا يوجد دليل قاطع على وجود متفجرات فى السيارة." يقول التحليل الأولى أنه "من الممكن أن" يكون هناك متفجرات، وفقًا لمسئولين تم إطلاعهم على التقييم. وقام مشغلو الطائرات بدون طيار والمحللون بمسح الفناء الضيق حيث كانت السيارة متوقفة لبضع ثوان فقط. وقال المسئولون أن القائد أمر الضربة، لأنه لم ير أى مدنيين، ولكن أظهر بث فيديو مباشر اقتراب شخصيات أخرى من السيارة بعد ثوانٍ مع اقتراب صاروخ هيلفاير من هدفه.
لكن المسئولين العسكريين يقولون أن التحليل الأولى يدعم أيضًا حالة ظرفية قوية جدًا لتهديد وشيك وخطير للمطار، وهى الحالة التى بناها المخططون الأمريكيون على مدار ثمانى ساعات يوم الأحد الماضى، لمراقبة تحركات السيارة السيدان والتنصت على اتصالات المشتبه بهم المتآمرين.
مع مرور كل ساعة، كان المحللون الأمريكيون يراقبون بفزع الأجزاء المتتالية من مؤامرة لشن هجوم معقد، كما قال مسؤول عسكرى كبير مطلع على التحقيق. وتزايدت الأحاديث القائلة بأن المطار سيكون هدفًا مرة أخرى، حيث حذر الرئيس بايدن علنًا من أن هجومًا آخر "محتمل للغاية".
واجه القائد المشرف على غارة الطائرة بدون طيار قرارًا صعبًا: ضرب السيارة وهى متوقفة فى فناء منعزل نسبيًا، أم الانتظار حتى اقتراب السيارة من المطار - ويزداد عدد الحشود - مما يزيد من المخاطر على المدنيين.
وفقًا لأربعة مسئولين أمريكيين اطلعوا على التحليل العسكرى الأولى أو أجزاء منه، فإن هذه هى الطريقة التى وقعت بها الضربة.
كان ذلك بعد ثلاثة أيام فقط من قيام مهاجم انتحارى تابع لتنظيم داعش بتفجير سترة ناسفة كبيرة بشكل غير عادى تزن 25 رطلًا عند مدخل بوابة آبى جيت للمطار، مما أدى إلى رش شظايا قاتلة فى دائرة نصف قطرها 70 قدمًا وقتل 13 جنديًا أمريكيًا وأكثر من 170 أفغانيًا من المدنيين.