"قمة القوة أن تبتسم فى وجه المعاناة، أن تصبر رافضا اليأس، وتعيش رغم الخوف من الزمن، فالحياة ما هى إلا أمل يحيا فيها من تسلح بالعزيمة والإصرار وكان عنوانه الكفاح والعمل".
من الفجر حتى المغرب تعمل فى الحقول الزراعية بالشرقية تتحدى البرد بابتسامة الرضا والعوض الجميل الذى تأمل أن تجده مستقبلا فى زيارة الأراضى المقدسة وتأدية العمرة، رحلة كفاح تدرس للسيدة "عزة أبو زيد الغمرى" التى تحملت مسئولية أربعة أشقاء وهى طفلة بعد وفاة والدها وزواج والدتها من شخص آخر أقامت معه بمحافظة القاهرة، فتولت هى المسئولية كاملة وكانت أم وأب للأشقاء الأربعة، أكبرهم 11 عاما وأصغرهم 6 أشهر، وكان عمرها 13 عاما، فتخلت طفولتها ولبست ثوب الرجال واختارت العمل فى الحقول بالأجر اليومى لتربية أشقائها.
قالت عزة، ذات الـ47 عاما، إنها تعمل فى الأراضى الزراعية منذ كان عمرها 13 سنة بأجر يومى 2.5 جنيه ونصف، وانتصرت على كل العقبات التى واجهتها وعندما تقدم لها شخص للزواج منها لم تتخلى عن أشقائها أقامت معهم بالمنزل وكافحت عليهم ورزقها الله بـ 5 أبناء أربعة بنات وولد، لم تفرقهم عن أشقائها كانوا جميعا أولادها وزوجتهم جميعا، وعندما توفى شقيقها تاركا لها طفلين لم تتخل عنهما أيضا.
ولفتت إلى أن يومها يبدأ مع قرآن الفجر تستيقظ مع صوت الإذاعة، لجلب الأنفار للعمل فى الحقول وينتهى يومها مع آذان المغرب يوميًا بأجر يومى حاليا يتراوح من 70 إلى 100 جنيه حسب الزراعة المتواجدة، حيث فى فصل الصيف تكثر المحاصيل الزراعية والخضروات التى تحتاج أيادى عاملة عن فصل الشتاء، موضحة أن إحدى بناتها تعمل معها فى الحقول وتتعاون معها بتجميع الأنفار "الإيدى العاملة" ورغم معاناتها من آلام الغضروف لم تتوقف عن العمل.
لخصت "عزة" صاحبة رحلة الكفاح التى تزيد عن 30 عاما أحلامها أنها تنحصر فى زيارة الأراضى المقدسة لتأدية فريضة الحج أو العمرة، لكن وضعها المادى لا يسمح بذلك لمشاركتها فى تحمل مسئولية أسرتها ورعاية أبناء شقيقها المتوفى.
عزة ابوزيد
عزة تعمل فى الحقول منذ أكثر من 30 عاما
عزة تعمل فى شتلات البصل
عزة صاحبة قصة كفاح
عزة ونجلتها رحلة كفاح فى الحقول