بعد عامين من التوقف، يعود منتدى شباب العالم للانعقاد فى شرم الشيخ، بمشاركات من ممثلى قارات العالم، توقف المنتدى عامين بسبب تداعيات فيروس كورونا، وينعقد وسط إجراءات احترازية فى كل مراحل السفر والانعقاد، كما شاهدناها، وبالطبع فقد نجحت مصر على مدى العامين فى اتباع إجراءات متوازنة فى التعامل مع فيروس كوفيد - 19، استطاعت خلال العامين أن تستمر فى المشروعات والكثير من الأنشطة والفعاليات، وعقدت مؤتمرات وفعاليات مختلفة بمشاركات واسعة.
الواقع أن تعامل مصر مع كورونا اتسم بالتوازن والمرونة، ونجح إلى حد كبير فى تجاوز موجات من الفيروس أربكت ولا تزال، أنظمة صحية فى دول متقدمة، وحتى الآن وبعد عامين ما زالت هناك أسئلة حول طريقة التعامل مع فيروس يحمل من الغموض الكثير.
واليوم، ينعقد منتدى شباب العالم فى نسخته الرابعة، وبشكل يؤكد نجاح المنظمين فى دورات سابقة، وفى هذه الدورة التى تنعقد ولا يزال الفيروس منتشرا، وهو نجاح إضافى لشباب استطاعوا، على مدى الدورات السابقة، تنظيم فعالية دولية شارك فيها شباب وقادة من كل قارات العالم، وهذه الدورة تتم بمشاركة ممثلين من أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا والشرق الأوسط بمجالات الريادة والمناخ، ويطرح قضايا تفرض نفسها على العالم وعلى قاراتنا وبلادنا. المنتدى فى نسخته الرابعة يعقد بحضور ورعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، تأكيدا على نجاح تجربة سجلت نقاطًا إيجابية لحجم التفاعل والإقبال على حضور المنتدى، ودليلا على إنجاز جديد للدولة وللعديد من الكوادر التى شاركت فى التجهيز والتنظيم لفعالية دولية بهذا الحجم وهذه الأهمية.
تنظيم المنتدى، فى ظل إجراءات احترازية، يعد نجاحا لكل من فكر ونظم، بل هو نجاح لبرامج تدريب الشباب التى استطاعت تخريج كوادر قادرة على تنظيم فعاليات بهذه القوة فى ظروف استثنائية.
بالطبع، فإن فيروس كورونا لا يزال يفرض نفسه على العالم وعلينا، وهناك تفكير فى استعدادات تعامل العالم فيما بعد كورونا، أو هل يستمر الفيروس؟ وبالتالى علينا التفكير فى التكيف والتعامل فى ظل وجوده، أو أن ينتهى بظهور علاج، وفى كل الأحوال، فإن السؤال حول مصير العالم ما بين الفيروس واختفائه أمر مطروح على مستوى الاقتصاد والعلم والصحة، خاصة أنه تسبب فى عمليات إغلاق للسياحة والطيران، وأدى لتداعيات وتأثيرات على كل المستويات، وبالتالى هناك تعامل من جديد، سواء فى وجود الفيروس أو غيابه.
بجانب هذا يضم منتدى شباب العالم هذا العام مجموعة من أبرز القادة حول العالم فى مجالات الريادة والإدارة والصحة والمناخ من مصر والشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وأمريكا وآسيا، ضمن قائمة المتحدثين، ومنهم الوزير البريطانى ألوك شارما، رئيس قمة المناخ «كوب 26»، قبل عام من استلام مصر رئاسة قمة «كوب 27»، التى ستنعقد فى شرم الشيخ.
تولى مصر اهتماما خاصا بقضايا المناخ بجانب الحرص على تحقيق التزاماتها البيئية، والتحول إلى الاقتصاد الأخضر، من خلال المشروعات القومية التى تعتمد على استخدام تكنولوجيا حديثة صديقة للبيئة، وآخرها محطة بنبان للطاقة الشمسية فى أسوان، التى افتتحها الرئيس قبل أيام، وهذه القضية مع غيرها من موضوعات تفرض نفسها علينا وعلى العالم، مثل قضايا الصحة والرقمنة.
ومن مكاتب الأمم المتحدة، تشارك مجموعة واسعة من الممثلين، سواء فى مصر أو إقليميا ودوليا، فى كل المجالات، منهم ميجيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامى لتحالف الحضارات فى الأمم المتحدة وكورين فلتشر، المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمى فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكارميلا جودوو، المديرة الإقليمية للمنظمة الدولية للهجرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسوزان ميخائيل المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وفابريزيو كاربونى المدير الإقليمى للشرق الأوسط والأدنى باللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومن البنك الدولى، تلقى مارينا ويس، المديرة الإقليمية للبنك الدولى لمصر واليمن وجيبوتى كلمة فى المنتدى.
كما يشارك ممثلو مصر فى الأوساط الدولية فى المنتدى بإلقاء كلمات منهم غادة والى عن المخدرات والجريمة، ومحمود محيى الدين، المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، وناصر كامل الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط.
ومن مكاتب مصر، تلقى إيلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة فى مصر، كلمة ضمن فعاليات المنتدى، ولوران دو بويك، مدير رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية فى مصر، وإريك أوكسيلين، مدير مكتب منظمة العمل الدولية فى القاهرة، وسحر فهد الجبورى، مدير مكتب ممثل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، ومارتن بابلو إدواردو ماتيو، ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فى مصر، مع باحثين وممثلين عن مراكز أبحاث كبرى بجانب الشباب من كل التخصصات والدول، وهذا الحضور دليل نجاح الدولة والمنظمين، حيث يكتسب المنتدى ثقة كل نسخة وهذا العام يحظى بثقة مضاعفة.
اليوم السابع