الدكتور طه حسين "15 نوفمبر 1889 - 28 أكتوبر 1973م"،لقب بعميد الأدب العربى، فقد استطاع أن يؤسس نهضة أدبية وتعليمية، مرسخا لمبدأ مجانية التعليم، وفى مثل هذا اليوم 12 يناير من عام 1950 عينته حكومة الوفد وزيرا للمعارف، من الذى رشحه لهذا المنصب؟
يقول الكاتب الكبير سعيد الشحات فى "ذات يوم" توجه مصطفى النحاس باشا إلى منزل عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، دون موعد مسبق، فوجد عنده عددا من الشباب، وفقا لزوج ابنته الدكتور محمد حسن الزيات، وزير خارجية مصر أثناء حرب أكتوبر 1973، فى كتابه «ما بعد الأيام»، مضيفا: «سلم النحاس باشا عليه وخرج مع طه حسين إلى الحديقة، وفاجأه بأن طلب منه أن يتولى منصب وزير المعارف فى وزارته التى يجرى تأليفها».
كان «النحاس باشا» مكلفا من الملك فاروق يوم 10 يناير 1950 بتشكيل الحكومة، بعد فوز حزب الوفد بالانتخابات البرلمانية، وحسب الجزء الثانى من مذكرات النحاس، تحقيق ودراسة الكاتب أحمد عز الدين، فإن تفكيره لم يتجه فى البداية إلى طه حسين، وإنما اقترح على «نجيب باشا الهلالى» تولى وزارة الخارجية فاعتذر، فرشحه لوزارة المعارف فاعتذر كذلك، وتعلل بأن لديه فى مكتبه قضايا كبيرة وعويصة، فسأله النحاس: «من يتولى وزارة المعارف وأنت الذى أدرتها فى الوزارة السابقة بمهارة، وأخرجت تقرير التعليم الذى كان موضع إعجاب رجال التربية جميعا، قال: أرشح الدكتور طه حسين، فقلت يجوز أن يتم الاعتراض عليه لعاهته، فقال: «لا.. يمكن تخطيها».
طه حسين ولد بقرية الكيلو محافظة المنيا بصعيد مصر، فى أسرة متوسطة الحال، حرص أبوه الموظف البسيط بشركة السكر على تحفيظه القرآن وتعليمه بالأزهر أسوة بأخواته، رغم إصابته فى سن الرابعة بالرمد وفقدانه البصر، لكن الله عوضه ببصيرة نافذة، وذهنا صافيا، وعقلا متفتحا.
حفظ القرآن فى وقت قصير، وانتقل للأزهر عام 1902 ونال شهادته، وكان أول المنتسبين للجامعة المصرية عام 1908، ثم أوفدته الجامعة المصرية إلى مونبيليه بفرنسا، للتعلم والاستزادة من فروع المعرفة والعلوم العصرية، فدرس فى جامعتها الفرنسية الآداب وعلم النفس والتاريخ الحديث، وعاد إلى مصر ليعمل أستاذًا للأدب العربى، ثم عميداً لكلية الآداب.