تيجراى بلا أدوية.. الصراع الأثيوبى يسبب انهيار النظام الصحى والإنسانى بالمنطقة.. والصحة العالمية تناشد المجتمع الدولى التدخل الفورى.. وتيدروس إدهانوم يصف الوضع بالجحيم ويدعو لإنقاذ 7 ملايين شخص فى الأقليم

الجمعة، 14 يناير 2022 06:00 ص
تيجراى بلا أدوية.. الصراع الأثيوبى يسبب انهيار النظام الصحى والإنسانى بالمنطقة.. والصحة العالمية تناشد المجتمع الدولى التدخل الفورى.. وتيدروس إدهانوم يصف الوضع بالجحيم ويدعو لإنقاذ 7 ملايين شخص فى الأقليم الأوضاع فى تيجراى بالغة السوء
كتبت : هند المغربي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

 

تسبب الصراع الأثيوبي الذى بدأ منذ أكثر من عام بين القوات الاثيوبية وقوات تحرير تيجراى  في أنهيار النظام الصحى والأنسانى بالمنطقة وسط نقص شديد في الأدوية تكاد تكون منعدمة في مناطق بإقليم تيجراى شمال إثيوبيا .

منظمة الصحة العالمية  قالت في تقرير لها بأنه لم يطرأ أي تحسن على الوضع في تيجراي من حيث الوصول الطبي والإنساني، بل إن الوضع يزداد تعقيدا وتدهورا، ويشكل "إهانة للإنسانية". ودعا المسؤولون في المنظمة إلى تدخل من المجتمع الدولي للسماح بإدخال الأدوية بعد ان تم رفض الإذن للوكالة الأممية بالسماح بتوصيل الأدوية الى إقليم تيجراى وفق منظمة الصحة العالمية .

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم جيبرييسوس،  قال إن الوكالة الأممية سعت إلى التوصل إلى طريقة لنقل الأدوية إلى تيجراي، وغيرها من المناطق المتأثرة بالصراع، مثل أفار وأمهرة. وأضاف يقول: "سُمح لنا بإرسال الدواء إلى إقليمي أفار وأمهرة، ولكن لم يُسمح بإرسال شيء إلى إقليم تيجراي."

1

 

د. تيدروس وصف الوضع بالجحيم: قائلا  " أنا من تلك المنطقة، من تيجراي، شمالي إثيوبيا، ولكنني أقول ذلك بدون أي تحيّز. ما أقوله هو الحقيقة: الوضع خطير. لا مكان آخر في العالم تجدون فيه أزمة مثل التي تشهدونها في شمال إثيوبيا وخاصة في تيجراي. لا مكان آخر نشهد فيه جحيما مثل تيجراي."

 

وأشار المسؤول الأممي إلى أن إقليم تيجراي يخضع لحصار منذ أكثر من عام، وعدد سكانه سبعة ملايين، أي ما يعادل عدد سكان النرويج وإستونيا مجتمعتين على حد قوله مضيفا : "تخيّلوا حصارا كاملا لسبعة ملايين شخص لأكثر من عام، ولا يوجد طعام ولا دواء ولا عقاقير، ولا كهرباء ولا اتصالات ولا إعلام؛ لا أحد يستطيع الإبلاغ (عما يحدث) ولا يوجد هواتف، أعتقد أن الوصول إلى العائلات صعب، ولا يوجد نقد ولا خدمات مصرفية، تخيّلوا أثر كل ذلك على الصحة."

 

وقال المسؤول الأممي إن نقص الدواء يؤثر بشكل مباشر على الناس، والأشخاص يموتون، ونقص الطعام أيضا يقتل على حد تعبيره مضيفا أن الهجمات من الطائرات بدون طيار تقتل الناس، مستشهدا بما حدث قبل عدة أيام حيث قُتل أكثر من 50 مدنيا بينهم أطفال، وأمس قُتل أكثر من 17 شخصا.

 

وأضاف أنه تم اتخاذ إجراء صارخ "وهو الحصار لأكثر من عام ومنذ يوليو لم يُسمح بدخول أي دواء من منظمة الصحة العالمية" لكن دخلت لقاحات ضد الحصبة من قبل منظمة اليونيسف.

 

ودعا د. تيدروس المجتمع الدولي إلى التحرك، مشيرا إلى أن الحصول على "وصول غير مقيّد" هو الأساس، سواء كان طعاما أو دواء، فالوصول الإنساني يجب أن يكون مسموحا به في جميع الأوقات حتى خلال الصراعات، ولا يجب أن يكون النزاع ذريعة.

2

وقال: "حتى في سوريا لدينا وصول، حتى خلال أسوأ أوقات الصراع في سوريا، وفي اليمن أيضا الشيء ذاته، لدينا إمكانية الوصول وننقل الدواء لافتا اما (في تيجراي) الحصار كامل وخاصة منذ منتصف يوليو، لا شيء يدخل منذ ستة أشهر، داعيا إلى حل الأزمة سياسيا وسلميا.

 

من جانبه، أشار د. مايك راين، رئيس برنامج الطوارئ الصحية، إلى تلّقي منظمة الصحة العالمية رسائل من أطباء في تيجراي، وقال إن مخزون الإنسولين تقريبا نفد، والأدوية التي تؤخذ عبر الفم لمعالجة السكري تقريبا لم تعد متاحة.

 

وأضاف يقول: "لا يستطيع الأطباء والممرضون في تيجراي حتى على إدارة أكثر المضاعفات شدة أو مرض مثل السكري، وهذا يحمل تأثيرا صحيا كارثيا ومباشرا على الأشخاص."

ودعا جميع أطراف الصراع إلى أن تجد حلّا للسماح للعاملين الإنسانيين، وللأطباء والممرضين، للقيام بواجبهم وهو معالجة المرضى وإنقاذ الأرواح.

 

وقال: "كطبيب وكشخص يكرّس حياته لرعاية الآخرين، فإن السياسة خارجة عن إرادتي، والقضية هي أن هناك من يعيش فعليا في هذا الوضع، مهما كان السبب، هؤلاء ليس لديهم وصول للتدخلات الأساسية المنقذة للحياة".وأضاف أن ما يحدث هو "إهانة لإنسانيتنا: السماح باستمرار الوضع. فالوصول هو نقطة الانطلاق للتدخل الإنساني. لا نتمتع ببساطة بأي إمكانية للوصول (إلى الإقليم)."

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة