أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: منتدى شباب العالم ورسالة للتعاون فى مواجهة الفقر وإحلال السلام

الجمعة، 14 يناير 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاءت توصيات منتدى شباب العالم، تعبيرا عن البعد الدولى والإقليمى للمنتدى، بشكل يعكس درجة كبيرة من النضوج، وهو السياق ذاته الذى دارت فيه المناقشات على مدار أيام انعقاد المنتدى،
 
وبالتالى فإن  التوصيات التى أعلنتها الدكتورة رشا راغب، مديرة الأكاديمية الوطنية للتدريب من منتدى شباب العالم، هى فى الواقع خلاصة مناقشات تضمنتها الجلسات والتى شهدت الكثير من المداخلات الدولية والإقليمية، وهو ما يؤكد قدرة منتدى شباب العالم على التفاعل مع القضايا العالمية التى تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الواقع الإقليمى، خاصة الموضوعات التى تخص العالم وتهدد السلم والأمن فى مناطق مختلفة، وعلى رأسها  الفقر، وهو قضية شغلت جزءا من مناقشات المنتدى، وقدمت مصر تجربة مهمة واعتبرت أن التنمية والمشروعات وكل الخطط التى وضعت هدفها مواجهة الفقر، ومنح المواطنين القدرة على الاندماج فى التنمية بشكل يجعلهم قوة إضافية. 
 
وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى - خلال جلسة التجارب التنموية لمواجهة الفقر - أن الدولة المصرية قدمت 400 مليار دولار على مدار السنوات الماضية فى مشروعات تنموية، بالإضافة إلى مبادرة «حياة كريمة» الهادفة لإدماج الريف الذى يسكنه نصف سكان مصر فى عملية التنمية.
 
وجاء البعد الأفريقى ليمثل أحد المحاور المهمة فى مناقشات منتدى الشباب، وانعكس فى التوصيات، والتى تضمنت تأسيس مجلس أعمال مشروعات أفريقيا، الذى يجمع رواد الأعمال من الشباب ورجال الأعمال بهدف توفير وربط أفكار وابتكارات الشباب بفرص العرض والتمويل.
 
وقد أولت الدولة المصرية أهمية كبرى للتفاعل مع القضايا الأفريقية، وحرص الرئيس السيسى على طرح القضايا الأفريقية من خلال منتديات وفعاليات، أفريقيا، روسيا، أوروبا، اليابان، الصين، وأن مصر تقدم العديد من الفرص للمنح التعليمية والتدريب بل والعلاج للأفارقة فى مصر، وتحرص على دعم القضايا الخاصة بالسلم وتخفيف التوترات، وهو جزء مهم من استراتيجية مصرية تعتبر أفريقيا إحدى أهم دوائر الاستراتيجية المصرية.
 
فى الإطار ذاته، أوصى المنتدى بضرورة توحيد الجهود الأممية لتأسيس منصة تابعة للأمم المتحدة، تعنى بضمان التمويل اللازم لمسار إعادة الإعمار، وتنسيق السياسات المتعددة بين جميع الأطراف تحت مظلة واحدة، وذلك لمساعدة الدول التى تعرضت لصراعات وهزات دمرت بنيتها الأساسية وحرمت مواطنيها من ضرورات الحياة، ودفعتهم الى محاولة الهروب عن طريق الهجرة غير الشرعية، بما يعرضهم لأخطار وأهوال أخرى.
 
وكان فيروس كورونا، قد شغل سياقا عاما للمناقشات فى جلسات المنتدى، حيث كان محور العالم ما بعد كورونا، هو الإطار الذى يدور فيه المنتدى، وكيفية تجاوز تأثيرات الجائحة الاقتصادية والاجتماعية، خاصة فى الدول الفقيرة، ولهذا أوصى المنتدى منظمة الصحة العالمية بتبنى مبادرة للاعتراف المتبادل باللقاحات.
 
وشغلت قضية المياه نطاقا من المنتدى، حيث تضمنت التوصيات دعوة إلى توطين تكنولوجيا تحلية المياه فى كل دول العالم التى تعانى من الفقر المائى لإنتاج المياه بتكلفة أقل، وضمان تحقيق أقصى استفادة منها، بالإضافة إلى إدراج قضايا تنظيم استخدامات الموارد المائية العابرة للحدود على قمة أولويات الأجندة العالمية، عبر بلورة نموذج عالمى للحوكمة فى إدارة الموارد المائية المشتركة، ترتكز على القواعد المستقرة والمستدامة للقانون الدولى.
 
التوصيات كانت نتاجا لنقاش ثرى جدا، جرى خلال الأيام الماضية، حول قضايا تخص العالم بشكل كبير وفكرة دعوة للسلام والتفاهم والشراكة فى وقت تعرض العالم للتهديد فى ظل جائحة كورونا، هذا كله يعطى قدرة وقوة لهذا المنتدى، الذى تجاوز المحلية الى إطار إقليمى ودولى كبير.
 
التوصيات مركزة، وواضحة، وتحمل الرسائل المستمرة ذاتها على مدار الأعوام الماضية، مضاف إليها هذا العام الاهتمام بإعادة تنظيم العالم لنفسه، والتعاون بشكل أكبر للتصدى لآثار جائحة كورونا التى ضاعفت معدلات الفقر، تزامنا مع التصدى للتغير المناخى الذى يؤدى إلى فيضانات وجفاف، ما يؤدى إلى تضاعف معدلات الفقر أيضا، رسالة المنتدى الرئيسية، أن العالم أصبح بحاجة إلى مزيد من التعاون والشراكة لمواجهة التحديات التى تواجه العالم والدول الفقيرة بشكل خاص.
 
p
 

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة