على الرغم من ان الهم الثقافي لك يكن حاضرا بصورة مباشرة في فعاليات منتدى الشباب العالمي الذي اختتم اعماله امس الخميس بحضور ومشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي.. الا انها كانت محركا اساسيا وراء كل هذه الفعاليات.. ربما لا يلاحظها كثيرون - والعيب فيهم - لأنها في الحقيقة تمثلت في الندوات والفقرات المختلفة للمنتدى وفي أفكاره المصريه والعربية والعالمية المختلفة وفي توصياته النهائية كذلك.. يكفي ان واحدة من أبرز هذه التوصيات هي اعتبار العام الجاري ٢٠٢٢ عام المجتمع المدني في مصر.. والمجتمع المدني بطبيعته يستلزم قيامه وانعاشه حالة ثقافية خاصة. إذ يجب أن يتسم المجتمع الكبير الذي يضم نشاط المجتمع المدني هذا بدرجة عالية من التعليم والانفتاح الثقافي والتنوع الفكري وحرية التعبير لكي يزدهر المجتمع المدني في القلب منه.. بل يجب أن تتقبل طبقات المجتمع ككل نشاط المجتمع المدني هذا.. مايعني جهدا تثقيفيا داعما بالضرورة لتعريف الجماهير بطبيع نشاط المجتمع المدنى وكيفية التفاعل الايجابي معها.
لكن هذا الجانب الثقافي غير المباشر للمنتدى لا ينفي اننا امام احتياج واضح يمكن تلبيته في النسخة المقبلة من المنتدى.. الا وهو الاحتياج الثقافي.
فالمنتدي معنى بالضرورة بنبذ التطرف الديني والفكري.. ومعنى باحلال الاستنارة محل الظلامية.. ومعنى بنشر فكرة البناء محل أفكار الهدم والانفتاح محل الانزواء.. ومعنى بالكشف عن المواهب الشابة وتمكينها.. ونحن نذكر هذه البديهيات عن المنتدى فإننا في الحقيقة نفتش عن أداة واحدة يمكن من خلالها تحويل هذه البديهيات إلى واقع وهي الثقافة.. التي تشتغل بالأساس على العقل وتنفذ إلى الوجدان وتحرك الأمم قدما وتمحو اثار التخلف.. ان الشباب الذي سوف يشارك في النسخة القادمة من المنتدى يجب أن يضم عناصر شابة متمرسة بالعمل الثقافي ولديها أوراق عمل ومشروعات ثقافية نهضوية فعالة لهذا الوطن.. واعتقد جازما ان الرئيس السيسي سوف يفسح المجال لهذه العناصر لكي تقدم رؤاها من أجل مصر ومن اجل ان تعمل على تنفيذ هذه الرؤى بما يضمن نصرا حاسما للاستنارة والتقدم في مصرَ