نفس الأرق الصباحي الذى يرافقنى، أفكر في كل شيء بشكل مستمر وضاغط للغاية، فلا يتركنى الأرق ولا أعرف وسيلة للهرب منه، أقول لنفسى من حين لآخر: "لما تفكر في كل شيء، ألا تترك نفسك ولو قليلا فى موجات التدافع اليومى، يوما يرسلك لليوم الآخر"، أذكر نفسى وأعاتبها وأتحدث معها فلا تجيبنى، فأذهب لزوجتى أحدثها فأستمع لها، فتتحدث وتتحدث، وأنا منصت للغاية، أركز فى التفاصيل، ولا تسعفنى الكلمات للرد عليها وقتما تريد أن تختبرنى فيما تتحدث، فتسكت لمدة ثوانى وتقرر أن تستكمل حديثها للنهاية، فيروقنى ما تقوله فأستمع له، ورغم كل ما أفعله فى معيشتى اليومية فى قول المعلومة أوالبحث عنها، لا أستطيع تنفيذ ذلك مع زوجتى، فأستمع لها من البداية للنهاية، وبينهما ساعات متواصلة، و ربما لست مثل باقى الأزواج، الذين تفهموا مرحلة تصدير الشعور بالاهتمام، فاكتسبوا زوجاتهم مبكرا، لكن شفاعتى حتى الآن أنى أستطيع التركيز بقوة وهذا ما أجيد فعله حتى تخوننى ذاكرتى.
أذهب مسرعا إلى أداء نفس الطقوس اليومية، ثم أسأل نفسى لما العجلة فى أمري، ولما أتسرع فيما أنا منجزه سابقا، فأسكت وألتزم الصمت فيحيطينى الصمت بصمت أكبر، صمت داخلى يسيطر على مشاعرى كافة، أهرب منه بالقراءة، فأقرأ كل شيء، ثم يتلبسنى ذلك الدافع الخفي الذى يدفعنى دفعا للعمل، والتفكير، فأمرر ذخات التفكير بين كنف الكسل الموروث عائليا، فأهرب بين نفسى ولا يتحرك جسدى، يفور التفكير ولا تتحرك الصورة الخارجية، فيظن الناظر بأني لا أهتم لا أعلم، أو يظن أنى أراقبه، وأنا فى حقيقتى لا أرانى ولا أراه، فأخرج بحثا عن تلك النسائم التى تساعد نفسى المتأزم، فأستنشق من الهواء الطلق، وأجري مسرعا نحو يوم جديد من تلك الأيام المتشابهة.. وأنا أدرك كل الإدراك شكل البدايات...
ملحوظة.. ذلك جزء من رواية تدافع الأيام وهى مازالت في مرحلة الإعداد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة