فى سبعينيات القرن العشرين، عرفها الجمهور لأول مرة فى فيلم "من عظماء الإسلام"، ومن بعده فى مسلسل "القاهرة والناس" حتى تألقت فى المسلسلات الدينية والسير الذاتية، مثل دورها الشهير فى مسلسل "أم كلثوم" وتجسيدها شخصية المطربة منيرة المهدية.
كما برعت أيضا فى مسلسلات شهيرة مثل: "أرابيسك" و"القضاء فى الإسلام"، و"بوابة الحلوانى"، و"قاسم أمين" و"على مبارك"، وإلى جانب ذلك، دخلت عالم السيناريو، واهتمت بقضايا المرأة فى "آسفة أرفض الطلاق"، و"القانون لا يعرف عائشة"، و"جواز فى السر".
لكن يبدو أن الفنانة والسيناريست نادية رشاد، لا يزال فى جعبتها الكثير لتقدمه إلى عالم السينما والدراما، والأدب أيضا، فمع اقتراب انطلاق الدورة الـ53 لـ معرض القاهرة الدولى للكتاب 2022، صدر لها الرواية الأولى فى مسيرتها الأدبية بعنوان "مسك الليل" عن دار الشروق، والتى وصلت إلى القائمة القصيرة، ضمن خمس روايات فى جائزة خيرى شلبى للعمل الروائى الأول.
حول تجربتها الأدبية، وكواليس روايتها الأولى، كشفت الفنانة نادية رشاد خلال حوارها مع "اليوم السابع" أنها تعشق القراءة والكتابة منذ أن كان عمرها 12 عاما، وعلى مدار هذه السنوات، لم تتخل عن القراءة، التى أصبحت بمثابة طقس ليلى بالنسبة لها، أسمته "كتاب الكوميدينو"، ففى كل ليلة تحرص على القراءة، حتى لا تشعر بأن يومها ضاع هباء.
رواية مسك الليل للفنانة نادية رشاد
وفى روايتها الأولى "مسك الليل" لم تتخل نادية رشاد عن انحيازها للمرأة، فقدمت فى روايتها متعددة الأصوات مشاعر النساء حينما يصطدمن بحادث يزلزل عالمهن الصغير، وانطلقت تحديدا من أحداث ثورة 25 يناير، وفكيف راقبت تلك السيدات الخمس تلك الأحداث المهيبة، وهن ملتفات بشال صوفى على كنبة مريحة؟ وكيف تغيرت حياة كل منهن؟.
وعن طبيعة روايتها، قالت نادية رشاد: أثناء الثورة وما بعدها، كان يقال عن الفئة التى أنتمى لها حسب الكنبة، والمقصود بها فئة السيدات غير القادرات على المشاركة فيما يحدث، ولهذا رأيت هذه المنطقة لم يقترب منها أحد بشكل وثيق الصلة، فالأغلب أن هذه الفئة كانت تظهر بلسان راوى آخر، ولهذا أيضا أردت التعبير عنهن، مع اختلافات كل شخصية فى الرواية، وفقا لتاريخها الاجتماعى وانتمائها السياسي. ومع هذا، توضح نادية رشاد على أن شخصيات رواية "مسك الليل" لا توجد بينهن شخصية واحدة رأتها فى الواقع.
نادية رشاد، التى درست الفلسفة، لا ترى أن التمثيل أخذها من القراءة أو الكتابة، فعلى مدار سنوات طويلة، أصبحت تفتش عن أماكن تضع فيه كتبها الكثيرة، التى لا تجد لها مكانا فى بعض الأحيان سوى "دولاب"، إلا أنها كانت تخشى أن يؤثر الجانب الأدبى لديها على مشوارها الفنى، ولهذا أجلت الكتابة، حتى قررت دخول عالم السيناريو.
نادية رشاد
وعن تجربة كتابة السيناريو، كشفت أنها لم تكتب اسمها الفنى على السيناريو، بل كتبت "نادية عبد الحميد"، وإمعانا فى عدم معرفة أنها كاتبة السيناريو، أرسلته مع شخص آخر، وبعد الموافقة عليه، وقبول المسلسل، عرفت أنها الكاتبة.
أما عن دخول عالم الكتابة الأدبية، فقالت نادية رشاد: كنت بجرب نفسى فى كتابة الرواية، ولكى امتحن نفسي، وحتى لا أبقى "عالة" أو متطفلة على الكتاب، وكأنى دخلت مغامرة "مش حلوة فى سنى ده كمان.. كنت عايزة الورق هو اللى يتكلم ويقول أنفع ولا لا"، ولهذا قررت المشاركة فى مسابقة للمبتدئين مخصصة للرواية الأولى، وبعد مشاركتى فى مسابقة الكاتب الراحل خيرى شلبي، وصلت إلى القائمة القصيرة، وكانت المكافأة أن دار الشروق ستنشر الرواية، وفقا للتعاون المعلن بينها وبين الجائزة، بعدها فوجئ البعض بأن أفراد أسرتى وأصدقائ يباركون لى، فعلموا أن كاتبة الرواية هى نفسها الفنانة نادية رشاد.
أيضا كشفت نادية رشاد، عن عشقها قراءة كتب التاريخ، والروايات، وبسؤال عمن تفضل القراءة لهم قالت: أحب روايات أحمد مراد جدا، فهو فى رأيى حريف كتابة، وأكثر رواية أحبها هى "1919"، فهو يكتب من زاوية مختلفة تجعل القارئ يرى العالم من مناطق أخرى، كما فعل فى رواية "لوكاندة بير الوطاويط".
وإلى جانب أحمد مراد، تفضل نادية رشاد قراءة أعمال دان براون، فهى تراها بمثابة مرجع، يحتوى على كم رهيب من المعلومات التى يقوم بتضفيرها فى رواياته، وكذلك الكاتب أشرف العشماوى، الذى يقدم عوالم مختلفة تجعلنا نعيشها كأننا أبطال فيها، مثل رواية صالة أورفانيللي.
وعن الكتاب أو الرواية التى تقرأها حاليا، ذكرت نادية رشاد أنها تقرأ حاليا للكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، رواية "طيور العنبر"، وقبلها قرأت رواية "كل الشهور يوليو" للكاتب والإعلامى إبراهيم عيسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة