تحل، اليوم، ذكرى وفاة الفنان الراحل صلاح منصور الذى اشتهر بأدوار الشر فى السينما المصرية، تخرج فى معهد التمثيل عام 1947 وبدأ حياته الفنية على المسرح المدرسى عام 1938، أثناء دراسته عمل محررًا صحفيًا فى روزا اليوسف عام 1940، وأسس المسرح المدرسى مع زكى طليمات، اشترك فى العديد من المسرحيات مثل "الناس اللى تحت"، "ملك الشحاتين"، "برعى بعد التحسينات"، "زقاق المدق"، "يا طالع الشجرة"، "رومولوس العظيم"، "زيارة السيدة العجوز".
شارك بالعديد من المسلسلات الإذاعية والأفلام واشتهر بدور العمدة فى فيلم الزوجة الثانية، أخرج للمسرح عددًا من المسرحيات منها "عبد السلام أفندى"، "بين قلبين"، كما أخرج للبرنامج الثانى للإذاعة عددًا من الروايات والمسرحيات العالمية، شغل منصب مستشارًا فى إدارة التربية المسرحية بوزارة التربية والتعليم حتى وفاته، له موقف شهير مع الرئيس الراحل أنور السادات، حين كان يعالج ابنه من مرض خطير فى لندن، وبانتظار إجراء عملية جراحية له على نفقة الدولة، وتصادف وجود السادات بلندن، وكان منصور يحتاج لمد إقامته على نفقة الدولة ثلاثة أشهر أخرى حتى إتمام ابنه للجراحة، فأمر السادات شفاهة بتنفيذ الأمر، لكن منصور اعترض بخفة دم قائلاً: "عندما يبرح الرئيس المكان ويتحرك الموكب الرسمى لا أحد يعرف أحدًا"، فابتسم السادات وأدرك ما يرمى إليه ووقّع على الطلب.
شهرته التى كسبها من أدوار الشر انقلبت لمواقف طريفة حدثت معه أثناء تصوير فيلم "ثورة اليمن"، فعندما كان يصور أحد المشاهد بملابس الإمام فى شوارع بمدينة تعز اليمنية، اندفع البسطاء نحوه يريدون قتله وهم يهتفون "اﻹمام عاد من جديد اقتلوه اقتلوه"، ولم ينقذه من بين أيديهم سوى رجال الأمن المرافقين له أثناء التصوير.
فى نهاية حياته أصيب بالعديد من الأمراض التى أصر على إخفائها على أسرته، اضطر منصور أن يدخل المستشفى، وكانت معه زوجته وابنه الأكبر مجدى، وكانت آخر كلماته التى قالها: "لا تبكوا، فقد عشت عمرى وأنا أكره أن أرى الدمع فى عيونكم، ولن أحبها بعد موتى"، وتوفى فى مستشفى العجوزة صباح يوم الجمعة 19 يناير 1979.