"الليف البلدى.. الليف الافرنجى".. بتلك الكلمات ينادى فى شوارع مدينة الأقصر التى يجوبها من الساعة السابعة صباحاً وحتى الثانية ليلاً وبالكاد يختلس دقائق معدودة لإراحة قدمه من السير طوال اليوم لبيع الليف لأهالى المدينة، ذلك البطل هو "وائل يحيى عبده" 27 سنة، والذى يعمل منذ 17 سنة فى بيع الليف فى شوارع مدينة الأقصر لكسب الرزق الحلال .
يقول وائل يحيى عبده 27 سنة، أنه يخرج يومياً من السابعة صباحاً لشراء بضاعته وهى عبارة عن الليف الموجود لدى تجار الجملة، ليبيعها بأسعار تناسب الجميع، وذلك ليكسب رزقه الحلال والمساهمة فى الإنفاق على أسرته، ويظل يجوب شوارع المدينة طوال اليوم وحتى الساعة الثانية صباحاً، ويعود لوضع ما رزقه الله به من مكسب من بيع الليف بين يدى والدته.
وأوضح الشاب وائل يحيى لـ"اليوم السابع"، أنه بدأ منذ 17 سنة بالعمل مع صاحب محل جملة يقوم ببيع أدوات الإستحمام للأسر بالمحافظة، وبعد فترة ساعده صاحب العمل بإعطائه كمية من الليف لكى يبيعها بطريقته على قفص بلدى فى الأرض وظل يبيعها يومياً، وبعد فترة قدم له أحد أهل الخير مساعده بتوفير عربة بسيطة لكى يتحرك بها إعمالاً بمدأ الرزق يحب الحركة والخفية، وبدأ وائل رحلة التحرك فى الشوارع لكى يبيع الليف للزبائن أمام منازلهم لكى يعرفه الجميع ويشترون منه بصورة دائمة.
ويؤكد أشهر بائع ليف بلدى وإفرنجى فى شوارع مدينة الأقصر، أنه يحب عمله كثيراً فهو السبب من الله فى الرزق له ولأسرته، فهو لديه عائلة مكونه من والدته الكبيرة فى السن و7 أشقاء آخرين، حيث أنه لا يحلم أو يتمنى أى شيئ سوى أن تعيش أسرته حياة بسيطة سعيدة بعيداً عن العوزة والضيق ومد اليد للغير، فهو يعمل يومياً لخدمتهم ويتمنى أن يرزقه الله لكى يتزوج كباقى الشباب فى المستقبل ويستكمل مسيرة دعم أسرته بالعمل ليل نهار.
وعن أحلامه وطموحاته فى المستقبل، يقول البطل من ذوى الهمم وائل يحيى لـ"اليوم السابع"، أنه يحب الخير للجميع ويحلم بأن تعيش أسرته حياة كريمة سعيدة فهو يعمل لأجلهم طوال اليوم بالشوارع، ومثله كباقى الشباب يحلم بأن يكون أسرة بالزواج وإنجاب أطفال ليكونوا حياته بجانب والدته وأشقاؤه، كما يحلم بأن تعيش والدته وأشقاؤه السبعة فى أفضل حال ولا يحتاجون شيئ من أحد.
فيما يقول عبد الرحيم العطيفى 37 سنة شاب من أصدقاء وائل، إن صديقه وائل يعول 7 أشقاء بجانب والدته الكبيرة فى السن، وهم من الأسر المعففة التى لا تم يديها لأحد ولذلك يعمل إبنهم بصورة يومية ويسير على قدميه رغم أنه يعتبر من ذوى الإحتياجات الخاصة، ولكنه يكافح لأجل الرزق الحلال والحصول على المال للإنفاق على أشقاؤه السبعة بمفرده.
ويضيف عبد الرحيم لـ"اليوم السابع"، أن كافة شباب الأقصر يحبون وائل ويسألون عنه يومياً ويقومون بالشراء منه وحث كافة الأسر والسيدات على الشراء منه، كون الجميع يعلم قيمة كفاحة لخدمة أسرته، وأنه أكثر من يستحق أن يشترى منه الأهالى لكى يساهم فى أن تعيش أسرته حياة كريمة بسيطة تليق بهم، موضحاً أن وائل محبوب من الجميع وكل أصحاب المحلات والمقاهى أصدقاؤه والكل ينتظرون وصوله لدعمه بطريقتهم الخاصة بالشراء منه للتخفيف عنه فى حياته اليومية مع أسرته المكونة من والدته وأشقاؤه السبعة.
ويؤكد الشاب الأقصرى، أنهم يعلمون بقصة وائل وأسرته وأنهم عائلة بسيطة محترمة لا يطلبون شيئا من أحد، وابنهم رجل أخلاقه يعرفها الجميع ويقدمون المساعدة لهم على قدر المستطاع بالشراء منه ما يبيعه بصورة دائمة، مؤكداً أنه لا يتعرض أحد لوائل بأذى أو ضرر خلال العمل والمرور بالشوارع لبيع الليف البلدى بل يقومون بعمل دعاية له لمساعدته.
ضحكة وائل المميزة خلال البيع بالشوارع
وائل المكافح يحكى قصته
وائل خلال بيع الليف بالشوارع
وائل يتحدث لليوم السابع
وائل يتحرك فى الشوارع يوميا
وائل يحيي بطل مكافح من ذوي الهمم بالأقصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة