كشفت نتائج دراسة أجراها علماء جامعة هارفارد، عن وجود علاقة مؤكدة بين التصلب المتعدد وفيروس الهربس، ووفقا لنتائج الدراسة، فإن التصلب المتعدد مرض مجهول السبب، ولكن على الأرجح هو من مضاعفات العدوى التي يسببها فيروس إبشتاين-بار، وهو نوع من الهربس.
ومرض التصلب المتعدد، هو مرض التهابي مزمن في الجهاز العصبي المركزي، يصيب أغشية الميالين التي تحمي الخلايا العصبية في الدماغ والنخاع الشوكي، ولعدم معرفة سببه لا يوجد لقاح ضده أو دواء لعلاجه.
وحسب ما ذكره موقع نوفوستى تشير إحدى الفرضيات، إلى أن له علاقة بفيروس إبشتاين-بار (EBV)، ولكن حتى الآن لم تكن هذه العلاقة مؤكدة بين فيروس الهربس الذي يصيب حوالي 90 بالمئة من المرضى، ومرض التصلب المتعدد النادر نسبيا.
ومن أجل تحديد هذه العلاقة أجرى علماء كلية الطب بجامعة هارفارد دراسة شملت أكثر من عشرة ملايين عسكري أمريكي واكتشفوا أن 955 منهم شخصت إصابتهم بالتصلب المتعدد خلال الخدمة في الجيش وبعد تحليل عينات من دم المشتركين في الدراسة، اتضح للباحثين أن خطر الإصابة بالتصلب المتعدد يزداد بنسبة 32 بالمئة لدى من يحملون (EBV) مقارنة بالذين لا يحملون الفيروس في جسمهم.
ولاحظ الباحثون، أن مستويات مصل السلسلة الخفيفة من الخيوط العصبية - وهي علامة حيوية لتنكس الأعصاب النموذجي لمرض التصلب المتعدد - زادت بعد الإصابة بـ EBV ، وظهرت الأعراض الأولى للمرض بعد حوالي عشر سنوات على الإصابة، وهذا وفقًا لهم يشير بوضوح إلى أن السبب الرئيسي لمرض التصلب المتعدد هو فيروس الهربس، الذي يسبب زيادة الوحيدات الخمجية (Infectious Mononucleosis) وعدوى كامنة مدى الحياة.
ووفقا للبروفيسور ألبيرتو أشوريو، أستاذ علم الأوبئة والتغذية، هذه خطوة كبيرة، لأنها تشير إلى إمكانية الوقاية من معظم حالات مرض التصلب العصبي المتعدد عن طريق وقف عدوى EBV، وأن استهداف EBV يمكن أن يؤدي إلى اكتشاف علاج لمرض التصلب العصبي المتعدد.
ويعتقد الباحثون، أن التأخير بين الإصابة بـ EBV وبداية التصلب المتعدد قد يكون بسبب عدم ظهور أعراض المرض في المراحل المبكرة، وكذلك بسبب الارتباط المستقر الذي بنشأ بين منظومة المناعة والفيروس نتيجة إعادة تنشيطه المتكرر.