يجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، مباحثات موسعة مع الرئيس عبد الفتاح السيسى حول القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك والأوضاع في الإقليم.
ووصل الرئيس الجزائرى إلى القاهرة يوم أمس الاثنين، في زيارة إلى مصر تستمر لمدة يومين ، حيث التقى مساء أمس في مقر إقامته بأبناء الجالية الجزائرية المقيمين في مصر.
من جانبه، أكد تمامري سيد أحمد عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني ورئيس المجموعة البرلمانية للحزب في البرلمان الجزائرى أن الرئيسان المصرى عبد الفتاح السيسى والجزائرى عبد المجيد تبون سيتطرقان لعدد من الملفات الهامة أبرزها تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة وسبل حل أزمة ليبيا، التي ترتبط بحدود مشتركة مع مصر والجزائر، مشيرا إلى وجود رغبة لدى الشعب الليبي لإرساء الأمن والاستقرار وبناء مؤسسات الدولة.
فيما لفت رئيس المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى أنه سيتم بحث سبل إنجاح القمة العربية المقبلة في الجزائر، والتي تحمل عنوان "قمة الاخوة والوحدة"، بالإضافة للتشاور حول القضية المركزية للعرب وهي قضية فلسطين، وبحث سبل توحيد صفوف الفصائل الفلسطينية ووضع رؤية مشتركة في سبيل تحقيق الهدف المنشود وهو إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
وأوضح أن هناك حاجة لتعزيز سبل التعاون الثقافي بين مصر والجزائر خاصة أن ما يجمع البلدين يضرب بجذوره في العصور التاريخية، مشيرا إلى دور مصر في دعم الثورة الجزائرية، مؤكدا أن البلدين أمامهما تحديات تتمثل في الشق الأمنية وهي من التحديات الأساسية خاصة فيما يحدث بدول الساحل من اضطرابات ، وكذلتك التطورات على مستوى القرن الافريقي وخاصة فى السودان وليبيا ومالي، لافتا إلى التطورات الأمنية الأخيرة في افريقيا من ظهور جماعات متطرفة في السنغال وتشاد.
وأكد وجود تحديات أمنية في ظل وجود حاجة لحل النزاعات في إطار منظمة الوحدة الإفريقية، وهي تستدعي التنسيق بين مصر والجزائر، مضيفا "الدولتان تبحثان عن دول مهم وريادي في افريقيا."
وأكد وجود تحديات عربية لكل من مصر والجزائر وتحديدا في محاولة رأب الصدع بين الدول العربية التي تشهد نزاعات وتحتاج لدور دبلوماسي، مشيرا إلى وجود اعتماد على مصر ودورها الريادى والقيادى بجانب الجزائر لتوحيد الصفوف العربية في ظل التحديات الاقتصادية والتجارية التي تستدعى التنسيق بين البلدين.
ولفت إلى أن ملف تعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها بحيث تكون على أساس التشاور والحوار المستمر سيكون من أبرز الملفات خلال مباحثات الرئيسين السيسى وتبون، مشيرا إلى أهمية وضع أطر مناسبة للتعاون والأهم هو تفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة بين مصر والجزائر كي تشكل فضاء للتشاور المستمر للارتقاء بالعلاقة للمستوى الذي تتطلع له البلدين، مؤكدا إلى أن بلاده تتطلع لتنشيط الدبلوماسية البرلمانية بين الجزائر ومصر من خلال العمل فى إطار لجنة الصداقة البرلمانية بين البلدين.
وأكد أن مصر والجزائر يمكنهما أن يقدما لبعضهما البعض الكثير، وهذا لا يحتاج إلى دلائل لأنها موجودة في التاريخ الحديث حيث أن مصر لم تدخر أي جهد لتحقيق استقلال الجزائر، وكذلك الأخيرة قدمت دعما مصر في حربها ضد إسرائيل في 1967 و 1973، وتابع بالقول "التاريخ والحاضر يؤكدان أنه يمكن أن نقدم لشعوبنا الكثير شريطة أن يكون هناك تنسيق هادف ومدروس ودقيق جدا ولا يعتمد على المصلحة الخاصة لكل شعب وإنما المصالح المشتركة للشعبين المصري والجزائري."
وتعد مصر من أبرز المحطات الخارجية التي دأب جميع الرؤساء السابقين السبعة للجزائر على زيارتها.
وتجمع القاهرة والجزائر قواسم مشتركة بينها الإرث التاريخي من خلال الدعم المصري الكبير للثورة التحريرية الجزائرية (1954 – 1962)، وكذا مشاركة الجيش الجزائرى في الحرب العربية – الإسرائيلية عامى 1967 و1973.
ومن المقرر أن تتصدر القضية الفلسطينية مباحثات الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون في القاهرة، وذلك بالتزامن مع احتضان الجزائر لاجتماعات تجمع خمس فصائل فلسطينية لتقريب وجهات النظر ، والخروج بنقاط مشتركة تكون دافع نحو توحيد الصف الفلسطيني.