فى لافتة سارة شهد معرض القاهرة الدولى للكتاب 2022 فى دورته الـ53 إقبالا جماهيرًا في أول أيام فتتاحه مما يؤكد أن الحركة الثقافية المصرية ما زالت بخير، وأنه ما زال هذا المحفل الثقافى المصرى هو الأهم فى الوطن العربى، ويعبر بحق عن أهمية القوة الناعمة للدولة المصرية نحو ريادتها الثقافية والعلمية في ظل التحديات والظروف القاسية التي يمر بها العالم، فقولا واحدا إن الالتزام بالموعد الرسمى للمعرض يعد رسالة إيجابية تعكس حرص مصر على عودة انتظام خارطة الفعاليات المحلية والعالمية التى تأثرت توقيتاتها نتيجة كورونا، والتي لا تزال تلقى بظلالها على البشرية جمعاء.
معرض الكتاب 2022 والالتزام بانتظام موعده بمثابة رسالة مهمة تعكس ريادة وقدرة مصر العالمية على تنظيم كبرى الفعاليات وقدرتها على عرض جهودها التنموية والتزاماتها الدولية، وأيضا تعد فعاليات المعرض بمثابة إنجاز يدون بحروف من نور، فلما لا ؟ وهذه الدورة تعد إحدى أكبر التجمعات الفعلية للناشرين على مستوى العالم؛ حيث يشارك فيها 1063 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا وتوكيلا من 51 دولة، ويبلغ عدد الأجنحة 879 جناحًا، وهذا من باب التمثيل فحسب، فالتفاصيل بها أرقاما عظيمة تكشف ضخامة وجمال ما يُعرض، فلأول مرة فى تاريخ المعرض يتم استخدام أحدث أساليب التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعى، ونموذجا تظهر شخصية الأديب يحيى حقى بتقنية "الهولوجرام" فى عرض تفاعلي مع الجمهور، كما يمكن للأطفال ورواد قاعة الأطفال مشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبد التواب يوسف مجسمة افتراضيًا باستخدام نظّارات 3D.
وما يستحق الذكر ونحن نتحدث عن معرض الكتاب 2022 ، أنه فى ظل معاناة العالم من الإرهاب تتمير هذه الدورة بمعروضاتها وثرائها بضم شاشات عرض وكتيبات تروى قصص بطولات الأبطال وانتصاراتهم وعدد من الشخصيات العسكرية البارزة وضم أحدث الإصدارات العلمية في مجالات دراسات الأمن القومي، ومكافحة الإرهاب، وحقوق الإنسان، إلى جانب إصدارات مركز بحوث الشرطة، كما يضم كتيبات توعوية للجماهير والمواطنين، وغيرها من الإصدارات، غير أنه تم عمل برنامجًا مهنيًا يهدف إلى دفع تنمية صناعة النشر وسرعة مواكبتها للعصر، وتوفير منصة مهنية ومتخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقي بالمنتج الثقافي العربي، إلى جانب إتاحة البيع "أون لاين" للكتب على المنصة الرقمية الخاصة بالمعرض، وتوفير خدمات التوصيل لأي مكان داخل مصر..
وختاما، نقول، إن دورة معرض الكتاب 2022 الـ53 ستكون دورة استثنائية بمعنى الكلمة، وخاصة أنها متسقة اتساقا كاملا مع التحديات التي تواجه المنطقة بل العالم كله، حيث تم التعامل مع سلاح الكلمة على أنها سلاح في مواجهة الإرهاب، والأهم في النهاية نتمنى أن يقرأ الناس، إلكترونيا أم ورقيا، فالقراءة غذاء الروح والعقول، وهى الزاد الحقيقى الذى يرتقى به الإنسان، والركيزة الأساسية فى تقدم الأمم ونهضة البشرية..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة