يناقش مجلس الشيوخ خلال جلسته العامة يوم الاثنين القادم برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق تقرير لجنة الثقافة والاعلام والسياحة عن اقتراح برغبة من النائب محمود القط بشأن عدم تحديث وتجديد المؤثرات الصوتية والمرئية على الرغم من إعلان الحكومة المصرية عن خطة تطويره بالتعاون مع القطاع الخاص منذ عام 2018.
وقال النائب محمود القط فى الاقتراح برغبة إن هناك اهتماما كبيرا من السائحين بعروض الصوت والضوء فى المحافظات المختلفة، حيث أنها تعد مصدر جذب ليس فقط للسائحين الأجانب بل للمصريين أيضا، لكونها تعكس الحضارة المصرية القديمة مضيفا يعانى عرض الصوت والضوء فى منطقة الأهرامات من سوء حالته سواء حالة المقاعد أو ضعف الأدوات والامكانيات المستخدمة فى العرض التى لا تليق بمكانة مصر وحضارتها، ولا تواكب التطور العالمى والتقدم التكنولوجى.
وأضاف منذ أن أعلنت الحكومة المصرية عن تطوير المنطقة بالتعاون مع القطاع الخاص عام 2018 لم يتم اتخاذ أى إجراءات نحو تطوير المنطقة.
وأشار ممثل الحكومة أن عروض الصوت والضوء هى عروض مهمة جدا ولا تتناسب فى وضعها الحالى مع الحضارة المصرية التى تمثلها، فمنذ إنشاء شركة الصوت والضوء عام 1960 وحتى الآن هى الشركة الوحيدة على مستوى العالم التى تقدم عروضا بصفة يومية منذ أن بدأت عروض الصوت والضوء فى منطقة الأهرامات عام 1961، لتصل إلى خمسة عروض للصوت والضوء مركزة فى ثلاث محافظات على النحو الآتي: 3 عروض فى محافظة أسوان، وعرض واحد فى محافظة الأقصر وعرض واحد فى محافظة الجيزة.
وأضاف شركة الصوت والضوء تابعة لوزارة قطاع الأعمال العام ومنذ عام 2018، اتخذت الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة السياحة والآثار قرارا بالبدء فى تطوير منظومة الصوت والضوء فى منطقة الأهرامات، ولكن برزت مشكلة بين الوزارتين (السياحة والآثار، وقطاع الأعمال العام، متعلقة بتجديد التعاقد، حيث تعمل شركة مصر للصوت والضوء من خلال وزارة السياحة والآثار فى المناطق الأثرية بحق انتفاع لمدة 25 سنة تنتهى بحلول عام 2023.
فكان لازما على وزارة قطاع الأعمال العام ممثلة فى شركة الصوت والضوء تجديد عقد حق الانتفاع لمدة أخرى. وكان هذا سبب تأخير خطة التطوير خلال هذه الفترة، إلى أن تم حل المشكلة وتجديد التعاقد لمدة 15 عاما أخرى تبدأ من عام 2023 وتنتهى فى عام 2038.
وتابع قائلا: "الشركة لديها خطة للعمل على عدد من المشروعات سواء تطوير العروض القائمة أو استحداث عروض جديدة باستخدام أحدث التكنولوجيات الموجودة وتشمل الخطة مشروعات يتم تطويرها وهى تطوير عروض الصوت والضوء بمنطقة الأهرامات بالتعاون مع شركة أوراشكم للاستثمار بتكلفة قدرت بحوالى 311 ملايين جنيها تشمل تطوير منطقة عرض الصوت والضوء بمنطقة الأهرامات ومنطقة الخدمات الملحقة بها. وتم التوصل بعقد الشراكة مع شركة وراسوكم بالحصول على نسبة 17% من إيراد المشروع بحد أدنى 36 مليون جنيه بزيادة سنوية 7% بالإضافة إلى 1٫5 مليون جنيه مصاريف العاملين من شركة مصر للصوت والضوء.
وبدأوا فى كتابة القصة تحت إشراف عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس بالتعاون مع أحد علماء الآثار الأجانب، وهم الآن فى مرحلة إعداد سيناريو جديد للعرض واختيار الأجهزة المناسبة بأحدث تكنولوجيا موجودة فى العالم ومن المشروعات التى يتم تطويرها ايضا تطوير عروض الصوت والضوء بمنطقة الكرنك بتكلفة حوالى 200 مليون جنيه بالتعاون مع القطاع الخاص.
وسيتم دخول جزء من طريق الكباش فى عرض الصوت والضوء مع معبد الكرنك، فلن يتوقف العرض عند البحيرة المقدسة والجلوس فى المدرجات، بل يستمر حتى طريق الكباش بطول يمتد لحوالى 2.7 كم، وسيتم استخدام سيارات كهربائية لنقل السادة الزوار.
اما المشروعات المستحدثة فتشمل استخدام أحدث تكنولوجيا فى عروض الصوت والضوء وتنوع فى الموضوعات، حيث يتم إعداد عروض عن العصر المسيحى فى مصر ومسار رحلة العائلة المقدسة، بالإضافة إلى الحضارة الإسلامية فى العصور الوسطى.
كما سيتم إعداد عروض الصوت والضوء فى قلعة قايتباى بالإسكندرية لتحكى عن تاريخ الإسكندرية على مر العصور حتى وقتنا الحالى وإنشاء مدينة الصوت والضوء فى مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر على مساحة 42ألف متر، ولن تكون بالشكل المعتاد لعروض الصوت والضوء التى تعتمد على إسقاط الصورة على المبانى الأثرية ولكن فى المناطق الساحلية التى ليس بها مبانى أثرية، حيث سيتم إنشاء ويمكن أن يرتدى نظارة لمشاهدة العروض، لتفادى بعض سلبيات عروض الصوت والضوء، وسيتم إدخال تجارب الواقع الافتراضى فى المتاحف المصرية ومراكز الزوار الموجودة بالمواقع الأثرية والمعابد، وعلى سبيل المثال دخول السائح غرفة مرتديا نظارة الواقع الافتراضى ويعيش تجربة المصرى القديم فى التحنيط. ويتم بالفعل تنفيذ هذه التجربة فى قلعة قايتباى، حيث يتم عمل الواقع الافتراضى فى الفترة الصباحية لمشاهدة الآثار الغارقة فى ميناء أبو قير.
وأكد أعضاء اللجنة ضرورة التطوير المستمر لعروض الصوت والضوء لمواكبة التطور التكنولوجى وإنشاء إدارة خاصة بعروض الصوت والضوء بوزارة السياحة والآثار تتولى التنفيذ والإشراف على هذه العروض، لتحقيق انتشار أوسع وسهولة أكبر فى دخول كل المناطق والمعابد وبتكلفة أقل.
بالإضافة لعمل عروض الواقع الافتراضى فى المراكز الثقافية المصرية الموجودة فى الخارج لنشر الحضارة والثقافة المصرية والترويج للسياحة فى مصر، مع ترويجها بوسائل التواصل الاجتماعى باللغات المختلفة، بما يضمن انتشارها على المستوى العالمى، فضلا عما يحققه ذلك من مردودات بالعملات الأجنبية لدعم الاقتصاد المصرى.
وأوصت اللجنة باستكمال المشروعات التى بدأت الشركة فى تطويرها وتحديثها وضرورة الاهتمام بالبعد التكنولوجى والاستفادة منه فى كافة المشروعات المزمع تطويرها أو استحداثها، وإنشاء إدارة خاصة بعروض الصوت والضوء تابعة لوزارة السياحة والآثار تتولى الإشراف والمتابعة بشكل دقيق ومستمر لكافة ما يحدث فى هذا الخصوص، بالإضافة إلى إدراج مناطق أثرية وسياحية جديدة ضمن خطة الشركة فى مشروعات عروض الصوت والضوء، خاصة وأن مصر زاخرة بهذه المناطق وشددت اللجنة على أهمية الترويج لعروض الصوت والضوء عالميا واقليما لجذب المزيد من السياحة الوافدة.