معرض الكتاب هو المنفذ الأخير للحفاظ على القيم والتقاليد، وهو المصدر الوحيد لبواقى القراءة المتردية وضعها يوما بعد يوم، وبالقراءة ترقى الدول وتتميز، والقراءة هنا ليست فقط قراءة الروايات أو مجالات عمل الفرد فقط، بل القراءة هي التبحر في التاريخ ومعرفة شواهده و المضحك فيه والمبكى، ولذلك يقول الحكماء مباح في القراءة سرقة المعرفة، خاصة في المجتمعات التي جاء عليها الزمن، فتنازلت عن سرعتها في السير بجوار أقرانها من الدول، وسرقة المعرفة هي السرقة الوحيدة المباحة وندعمها، فعلى الجميع أن يقرأ و يعلم من هو في معيته، لأن القراءة هي جوهر الفرد وهى الأرضية لما يتميز فيه، وهى الإرث الذى ينقله لغيره دون تفكير.
وسرقة المعرفة بالقراءة هي الوسيلة الأسهل للوقوف على ما يدور في فلك المجتمعات والدول والعالم، ولذلك فنصيحة واجبة ومتكررة بأن نذهب إلى معرض الكتاب ونشترى أكبر عدد من الكتب، حتى لو وضعنا معظم تلك الكتب في مكاتبنا أو في الأدراج كديكور في منازلنا، حتى تحين اللحظة التي يمسك فيها فرد في الأسرة أو زائر للمنزل، فيتصفح الكتاب ويرى مافيه من رسائل.
وربما يكون كتابا مركونا منذ عشرات السنين في " ضلفة مليئة بالتراب"، وسيلة لتغيير حياة شخص ووطن بأكمله، فالتعلق بالقراءة لا يرتبط بالمناخ غير الداعم للقراء، وربما يكون التعلق بالقراءة هو المنفذ والوسيلة لتغيير ذلك المناخ، ولذلك فالنصيحة واجبة للجميع، اذهبوا إلى معرض الكتاب، وانفقوا كل ما في جيوبكم، واقتنوا الكتب بكل أشكالها، اقروا في التاريخ وفى الفلسفة وفى مستقبل الأمم وماضيها وحاضرها، و ابحثوا عن قوائم الكتب المرشحة للقراءة، و اقتنوا كتب الآثار والسير الذاتية و الروايات بكل أشكالها، وعيشوا مع الكتب لحظات سعادة قد لا تجدونها في الحاضر، إذهبوا بأطفالكم لمعرض الكتاب و انقلوا العلم لهم بأن هناك كتبا مطبوعة لازالت موجودة، وعلموهم بأن الأجنبي يقرأ الكتاب في كل وقت وحين، لأنه يعلم قيمة المعرفة ودورها في تطوير حياته وحياة أمة بأكملها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة