كيف تأثرت مصر بالتغيرات المناخية فى الفترة الأخيرة، وسر الموجة شديدة البرودة التى تشهدها مصر، وهل شتاء هذا العام هو الأبرد؟ وكيف تغير وصف مناخ مصر ؟ والشائعات التى تحذر من الخروج ومدى خطورتها ؟ وهل يمكن أن نتوقع ملامح الطقس فى ربيع 2022 ؟، كل هذه التساؤلات أجاب عنها الدكتور أحمد عبد العال رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، وخبير الأرصاد، فى حوار خاص لليوم السابع، كشف خلاله عن اخر التغيرات التى طرأت على مناخ مصر واللجنة المعنية بوضع وصف مناخ مصر الجديد بهيئة الأرصاد ودورها.
فى البداية أكد الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، وخبير الأرصاد، أن التغيرات المناخية بدأت مع الثورة الصناعية حيث بدأ العالم فى الاستخدام المفرط للفحم والبترول ومشتقاته مما أدى لوجود غلاف من الملوثات حول الكرة الأرضية.
وأضاف رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، فى حوار لـ"اليوم السابع" أن كل دولة تتأثر بالتغيرات المناخية حسب موقعها وتضاريسها، قائلا: "العالم كله تأثر بالتغير المناخى ومصر تأثرت بهذه التغيرات ".
وأشار عبد العال، إلى أنه على سبيل المثال الصيف فى مصر بدأ بارتفاع فى درجات الحرارة فالصيف الماضى وصلت درجات الحرارة بالقاهرة لـ43 درجة وهو أمر لم يحدث من قبل فى الصيف، كما أن نسب الرطوبة كانت عالية للغاية وتشابهت مع الرطوبة فى دول الخليج.
وأضاف رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، أن فصل الخريف والمعروف عنه السيول والأمطار العزيزة والتى تحدث حوالى 5 مرات فى الفصل الواحد لم يحدث هذا العام أكثر من 3 مرات، لافتا إلى أن الظواهر الجوية قلت فى عددها لكنها أصبحت أكثر عنفا.
وأكد الدكتور أحمد عبد العال، أنه من نتائج التغيرات المناخية ما شاهدنا لأول مرة من نزول الثلوج فى أسوان وهو أمر لم يحدث من قبل، وكذلك فى الإسكندرية هذا العام تساقطت الثلوج بكمية كبيرة، وكذلك ظهر تأثير التغيرات المناخية على الربيع، قائلا :"بقالنا أكثر من 3 سنوات لم تأتى رياح الخماسين نهائيا"، وأيضا لأول مرة تمتد أمطار الشتاء وكمياتها لسلاسل جبال البحر الأحمر.
وفيما يتعلق بشتاء هذا العام والسر فى الأجواء القارسة التى يشعر بها المواطنون وردا على سؤال هل شتاء هذا العام هو الأبرد على مصر، رد الدكتور أحمد عبد العال، أن شتاء هذا العام ليس الأبرد كما يدعى البعض، ففى فصل الشتاء منذ 4 سنوات وصلت العظمى بالقاهرة 6 درجات ولكن هذا العام لم تقل عن 13 درجة، موضحا أن الشعور الزائد بالبرودة نتيجة نشاط الرياح الملحوظ هذا العام، موضحا أن شتاء مصر لم يعد دافئ ممطر كما كنا نوصفه.
وحول تغير وصف مناخ مصر، كشف الدكتور أحمد عبد العال، أن مناخ مصر تغير بالفعل وأثناء تواجده كرئيس للهيئة العامة للأرصاد الجوية تم تشكيل لجنة لدراسة مناخ مصر والخروج بوصف جديد لمناخ مصر واللجنة من المفترض أن تعلن قريبا عن وصف جديد لمناخ مصر تعلنه الهيئة العامة للأرصاد الجوية.
وفيما يتعلق بكثرة الصفحات ومن يتحدثون عن حالة الطقس، رد رئيس هيئة الأرصاد السابق، أن المسئول الأول عن الحديث عن نشرات الطقس وإصدارها الهيئة العامة للأرصاد الجوية، قائلا :"متاخدوش أى بيانات من غير المتخصصين والجهة المعنية بإصدار النشرات الهيئة العامة للأرصاد الجوية"، لافتا إلى أنه يمتلك خبر أكثر من 36 سنة فى مجال الأرصاد الجوية.
وأكد أن عمل الأرصاد الجوية يحتاج دراسة وخبرة طويلة، وهناك عنصريين أساسين لعمل النشرات الجوية وهما الراصد الجوى والذى يقوم بعمليات الرصد لعناصر الجو المختلقة على مدار 24 ساعة فى كل الظروف الجوية المختلفة وأخصائى الأرصاد الجوية المسئول عن النشرات الجوية والتنبؤات بجميع اشكالها.
وأشار إلى أن مؤهلات الراصد الجوى، دبلوم اعداد فنيين سنتين بعد الثانوية العامة (علمى) شرط أساسى لدراسة الرياضيات، ومن الممكن أن يكون حاصلا على البكالورويس من أى كلية شرط أن يكون ثانوية عامة علمى وهذا ما يتمتع به راصديين الأرصاد الجوية فى مصر)، فضلا عن الحصول على دورة اعداد راصد جوى لمدة سنة فى مركز القاهرة الاقليمى للتدريب، والتدريب العملى لمدة سنة مابين مركز التحاليل - ومركز التنبؤات الجوية بمطار القاهرة.
أما الأخصائى الجوى، فمن أهم مؤهلاته أن يكون حاصلا على بكالوريوس من كلية العلوم تخصص رياضيات أو فيزياء أو الاثنين معا، وبعد الالتحاق بمرفق الأرصاد الجوية يجب الحصول على دبلوم الدراسات العليا فى الأرصاد الجوية من الجامعة طبعا، ودورة اعداد اخصائى جوى من مركز القاهرة الاقليمى للتدريب لمدة سنة ( بالنسبة لآخصائى مصر)، وتدريب عملى لمدة سنة على اعمال التنبؤات الجوية المختلفة، ثم بعد هذه السنوات الثلاث يكون مساعد اخصائى جوى لمدة عامين.
وتساءل عبد العال قائلا "السؤال الآن هل من يقوموا بعمل التنبؤات على السوشيال ميديا لديهم هذه المؤهلات وتلك الخبرات فأعلم أن كثير من الوزرات لديها مراكز للتغيرات المناخية ولكن عمل هذه المراكز هو دراسة التكيف مع هذه التغيرات المناخية والتى تتناسب مع عمل وزارتهم وليس عمل تنبؤات جوية".
أما فيما يتعلق بثقافة المواطن العادى فى التعامل والاهتمام بالنشرات الجوية وحالة الطقس، أكد الدكتور أحمد عبد العال، أن ثقافة الناس تغيرت كثيرا وأصبح هناك اهتمام بالنشرات الجوية بشكل يومى حيث يضعها المواطن ضمن أولوياته والاعلام ساعده بشكل كبير فى توعية المواطن ونشر ثقافة الأرصاد الجوية منذ أن كان رئيسا للهيئة العامة للأرصاد الجوية.
وحول توقعات الطقس خلال فصل الربيع، رد الدكتور أحمد عبد العال، خبير الأرصاد الجوية، قائلا :"لا يمكن أحد أن يتنبأ بفصل الربيع هذا العام أو الصيف بسبب التغيرات المناخية التى طرأت على كافة فصول السنة ومن يقول غير ذلك مجرد اجتهادات".