و"الباروسميا" هو اضطراب في الرائحة حيث تتشوه الروائح، وتعد التغيرات في هاتين الحاستين، أحد الأعراض العديدة المحتملة لفيروس كورونا طويل المدى.
وبحسب تقرير نشره موقع "هيلث لاين" Healthline، استعرض فيه الأسباب المحتملة حول الإصابة بالـ"باروسميا" والمدة والعلاج، ووفقاً للتقرير فإن "باروسميا" هو نوع من اضطرابات الشم حيث تتشوه الروائح، فعلى سبيل المثال، الشيء الذي كانت رائحته لطيفة قد تكون رائحته كريهة أو فاسدة لشخص مصاب بالـ"باروسميا".
ونظرًا لأن الشم والتذوق مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، يمكن أن يكون لـ"باروسميا" أيضًا تأثير سلبي على التذوق والأكل. فبالنسبة للأشخاص المصابين بالـ"باروسميا"، يمكن أن تصبح الأطعمة التي كانت شهية في السابق غير مستساغة بعد التعافي من كورونا.
وأوضح التقرير أنه يمكن أن يكون لتجربة الـ"باروسميا" تأثير كبير على نوعية الحياة، فقد يعاني الأشخاص المصابون بذلك الاضطراب أيضًا من فقدان الوزن، وقلة الشهية، مشيراً إلى أن الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة به بعد التعافي من كورونا هم الذين يكون فقدان حاسة الشم والتذوق أحد أعراض كوفيد-19 الحادة لديهم أثناء الإصابة.
هذا ويعتبر العمر والجنس عاملين مهمين أيضًا في المعاناة من الـ"باروسميا"، فقد فحصت دراسة حديثة 268 شخصًا مصابًا بالـ"باروسميا" بعد التعافي من كورونا، وتوصل الباحثون إلى أن 70.1% منهم كانوا في سن 30 أو أقل، و 73.5% منهم من الإناث.
الـ"باروسميا" تستمر 3 أشهر بعد التعافي..
ولفت التقرير إلى أن المدة التي يستغرقها باروسميا بعد التعافي من كورونا، حيث يمكن أن يتلاشى "باروسميا" بشكل عام تدريجيًا بمرور الوقت، فقد يستغرق الأمر أسابيع أو شهورا حتى ترى تحسنًا.
وأفادت دراسة حديثة أن حوالي 49.3% من الأشخاص الذين عانوا من "باروسميا" بعد التعافي من كورونا كان لديهم تحسن في غضون 3 أشهر، فيما قال 50.7% إن "باروسميا" استمرت لأكثر من 3 أشهر.
تأثيرات الالتهاب في سقف الأنف
وذكر التقرير أن الطريقة الدقيقة التي يتسبب بها مرض كورونا في إحداث اضطراب "باروسميا" غير معروفة، ومع ذلك، لدى الباحثين بعض الأفكار حول هذا الموضوع.
ففي حين أن بعض مشاكل حاسة الشم قد تكون ناتجة عن تأثيرات الالتهاب في سقف الأنف، إلا أن ذلك لا يفسر مشاكل الرائحة الكريهة المستمرة مع المتعافي من كورونا، وهناك ترجيح أن تؤدي الإصابة بفيروس كورونا إلى إتلاف المستقبلات والأعصاب المرتبطة بحاسة الشم لدى المريض، وعلى الرغم من أنه يمكن إصلاح هذا الضرر بمرور الوقت، إلا أنه قد يتسبب في بعض الاضطراب في كيفية إدراكنا للروائح لبعض الوقت.