علا اسم مصر عاليا خفاقا شامخا عقب فوز المنتخب الوطنى المستحق على نظيره المغربى 2-1 فى ربع نهائى كأس الأمم الأفريقية بعد نجاحه بعزيمة وإصرار على قلب تأخره لانتصار ولا أروع أمام منافس شرس تأهل به لملاقاة الكاميرون أصحاب الأرض فى نصف النهائى الخميس المقبل بتمام التاسعة مساء.
ما من واحد كان هو البطل.. الفريق ككل هو البطل .. الجميع أدى ما عليه من أدوار بمجهود عظيم سواء الجهاز الفنى بقيادة البرتغالى كارلوس كيروش أو اللاعبين.
الجميع كان فى المعاد والكل كان على قدر الثقة الموضوعة فيهم من الجماهير المصرية.. لذا لهم كل التحية والعرفان.
ما حدث من الفراعنة أمام المغرب يدخل فى إطار الإنجاز.. إذ قد تشهد بعض المباريات قلب النتيجة من الهزيمة إلى فوز.. إلا أن حدوث ذلك فى المباريات الكبرى والبطولات الدولية لا يتحقق فى الكثير .. ولابد أن يأتى بدوافع مختلفة مثل تلك التى خلقها المنتخب الوطنى لنفسه والتى لا تأتى إلا من أصحاب روح وعزيمة وإصرار على نصرة بلدهم ببذل كل مجهوداتهم دون إدخار قطرة عرق.
كيروش أجاد فى تكتيكيه وتحضيره للمباراة وأثبت صحة نظره فى اختيار أيمن أشرف ليبدأ اللقاء أساسيا رغم انتقاده عند إعلان التشكيل على ذلك.. خاصة وأن أشرف كان من نجوم المباراة بعدما شارك فى مركزين كلاعب وسط فى البداية ثم قلب دفاع بعد إصابة حجازى فى تأكيد على قدراته المتنوعة كلاعب محورى يجيد فى أكثر من مركز ما يجعله ورقة رابحة لأى مدرب يطوعه كيف يشاء لتعويض أى نقص طارئ.
ويستحق كيروش الثناء وهذا ليس تناقض فى التقييم وإنما توصيف واقعي.. فعندما يخطأ يتعرض للنقد بدافع لفت الانتباه إلى التصحيح‘ وعندما يجيد نرفع له القبعة.. وهذا هو الصحيح من أجل مصر.
الجميل فى المنتخب مع كيروش هو الثبات ضد التعرض للنقص عند غياب أى لاعب من الأساسيين لما له من قدرة على توفيق أوضاعه وفقا للمتاح أمامه من أوراق بعد تفشى لعنة الإصابات التى تضرب المنتخب منذ أول مباراة فى البطولة والتى وصلت إلى سبع إصابات بداية من أكرم توفيق ثم الونش وأحمد فتوح وحمدى فتحى وأحمد حجازى حتى الحارسين المتألقين الشناوى وأبوجبل لم يسلما من اللعنة حتى وصل الأمر إلى الاعتماد على الحارس الثالث محمد صبحى .
وبالمناسبة..
(ما تخفوش من محمد صبحى او تخافوا عليه).
(هو خلاص خد الخضة ومبقاش خايف).
مباراة الكاميرون ستشهد مولد نجم جديد فى حراسة مرمى المنتخب الوطنى قادر على حمل حلم 100 مليون - وسيكون رقم جديد فى مسبرة نادرة وعظيمة وناجحة فى تاريخ كأس الأمم الأفريقبة بمشاركة منتخب مصر بثلاثة حراس فى نسخة واحدة من الكان- واستكمالا لتعملق زميليه الكبيرين الشناوى وأبوجبل.. فهو مؤكد لن يقبل أن يكون أقل منهما فدائية فى الدفاع عن سمعة منتخب بلاده وسيستغل الفرصة للإعلان عن نفسه فى محفل دولى يتابعه كل العالم.
من أكثر الإيجابيات التى خرج بها المنتخب الوطنى من الانتصار المغرب التوهج الملفت للنجم الدولى محمد صلاح أحد أفضل لاعبى العالم ونجاحه فى تسجيل هدف وصناعة آخر ليظهر وجهه الحقيقى الذى ننتظره منه جميعا..
وبدا صلاح يكتسب فورمة البطولة من مباراة لأخرى ليكتسب دفعة معنوية مطلوبة لما هو قادم وليس ثقة فهو دائما على قدر الثقة ويبقى فقط أن يحالفه التوفيق داخل الملعب.
مباراة الكاميرون بمشيئة الله ستكتب الانتصار الثالث للفراعنة على المرشحين للقب بداية من كوت ديغوار ثم المغرب وصولا للأسود الكاميرونية للتأكيد على قوة الاستحقاق فى الفوز باللقب على عكس باقى المتنافسين فى المربع الذهبى الذين لم يخوضوا مثل الفراعنة مباريات قوية متتالية فضلا عن لعب وقت إضافى فى المباراتين دون أن يؤثر ذلك عليهم بدنيا أو فنيا.. على أمل أن تستمر تلك قوة الدفع حتى خط النهاية وتحقيق حلم اللقب الثامن