رحمة رمضان

ضحكة المصريين بقي فيها كهرباء

الثلاثاء، 04 يناير 2022 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أبالغ عندما أقول «إن ضحكة المصريين بقى فيها كهرباء»، فالطفرة غير المسبوقة فى قطاع الكهرباء المصرى، والنقلة التى حولت مصر من دولة تعانى من أزمة حقيقية فى توفير الاحتياجات اللازمة لتأمين التغذية الكهربائية للمواطن منذ عام 2012 وحتى إبريل 2015، إلى دولة يحتذى بها اليوم فى توفير الطاقة الكهربائية مع وجود احتياطى بالشبكة القومية المصرية يزيد عن احتياجات المواطنين بحوالى 15 ألف ميجا وات، خلال فصل الصيف، وما يقرب من 22 ألف ميجا وات خلال فصل الشتاء.
 
أقصد هنا بـ«ضحكة المصريين بقى فيها كهرباء» نتيجة للمكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التى عادت على المواطن من الطفرة التى حدثت بقطاع الكهرباء المصرى، بعد أن أصبح المستثمرون يتسابقون من أجل الاستثمار فى مجال الطاقة على أرض مصر، خاصة فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، التى ستكون سببا رئيسيا فى انخفاض أسعار بيع الكهرباء خلال الـ10 سنوات المقبلة.
 
لم تكتف الدولة بتأمين التغذية الكهربائية للمواطنين، ووجود احتياطى بالشبكة يكفى لتلبية الاحتياجات عند حدوث أى مشاكل فنية طارئة، بل امتدت استراتيجية الطاقة فى مصر لتصل إلى أن تصبح محورا عالميا للطاقة ومصدر تأمين التغذية الكهربائية لأوروبا، وفقا لما صرح به رئيس وزراء اليونان، خلال توقيع الاتفاقية الحكومية الخاصة بمشروع الربط الكهربائى بين البلدين.
 
مكانة مصر حاليا فى مجال الطاقة لم تأت من فراغ، وإنما جاءت نتيجة لتنفيذ خطط ممنهجة على أسس علمية للارتقاء بهذا القطاع لم يكن ليتحقق لولا دعم القيادة السياسية، ومتابعة تنفيذ هذه الخطط، فاليوم تمتلك مصر أكبر وأحدث محطات توليد الكهرباء بالعالم، سواء من التقليدية أو الطاقة المتجددة أو النووية، مما يجعلها أرضا خصبة لفرص الاستثمار بجميع أنحائها وضواحيها.
 
قد يختلف معى البعض ويقول: «إذا كان حجم مصر فى قطاع الكهرباء بهذا الشكل، لماذا يتم رفع أسعار الكهرباء وارتفاع الفواتير على المواطن؟»، الحقيقة أن مصر مازالت الأقل على مستوى العالم فى سعر بيع الكهرباء للمواطنين، ومازالت تقدم الدعم للمشترك الذى يستحق الدعم، الذى لا يزيد استهلاكه عن 650 كيلو وات/ ساعة شهريا، حتى بعد انتهاء خطة رفع الدعم فى 2025 ستظل الدولة تدعم مستهلكى الشرائح الأولى.
 
إنجازات الدولة المصرية فى قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، لكى يتم حصرها، تحتاج لسلسلة من المقالات، ولعل أهمها ما خصصته الدولة لهذا القطاع من أموال بلغت ما يقرب من 500 مليار جنيه، جعلت أهالينا بمحافظات الصعيد وشمال وجنوب سيناء والمناطق البعيدة تحصل على تيار كهربائى قد يكون محتاجا لتحسين مستوى الخدمة، لكنها أصبحت مستقرة بعكس ما كان يحدث فى السابق.
 
وأخيرا، أؤكد أن «ضحكة المصريين بقى فيها كهرباء» هى حقيقة وليست مجاملة لأحد، تعبيرا عن فرحة كل شاب أو فتاة حصل على فرصة عمل من آلاف يتم توفيرها بمشروعات الطاقة فى مصر، كما تعبر عن فرحة كل فرد بوجود «نور» بمنزله لا ينقطع على مدار الـ7 سنوات الماضية، وفرحة المواطن بمكانة بلده التى أصبحت اليوم مصدرا لتأمين التغذية الكهربائية لأوروبا وأفريقيا والدول العربية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة