أيام قليلة، وتنطلق النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم بشرم الشيخ.
هذا الحدث المهم، والفريد من نوعه هو الأكبر والأضخم في المنطقة، والذي استطاعت به مصر أن تقدم نموذجا واقعياً في الحوار، وقضايا التمكين ورؤى التنمية للشباب الذين هم عصب نهضة أي أمة.
في اعتقادي أن السبب الرئيسي لنجاح هذا المنتدى - على مدى دوراته الماضية- هو إيمان شخصي من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بفكرة الحوار عامة، ومع الشباب على وجه الخصوص، وهي الفئة التي خضعت لأكبر عملية إستقطاب في السنوات التي سبقت وأعقبت يناير 2011، ووصل الأمر إلى حد الاستغلال من قبل بعض الجماعات والجهات الخارجية التي استهدفت اختراق وغزو عقول الشباب المصري.
هذا الايمان الكبير من القيادة السياسية، إنعكس علي تعاطي الدولة المصرية، مع فكرة الحوار من ناحية، ثم التغيير من ناحية أخرى، وتطورت أفكار النقاش، إلى مشاركة واسعة وحيوية في عملية تمكين الشباب.
المنتدى الذي سينطلق بعد ساعات، كان حصاداً طبيعياً، لجهد شاق وفكر مدروس بعناية ، وقرار مصيري بأن يتصدر شباب مصر المشهد في كل شيء. أن يصنعوا الحاضر، ويضعوا اسساً للمستقبل.
كان طبيعياً أن يحتل التدريب جزءاً رئيسياً من فكر القيادة السياسية، فهو السبيل للتوافق مع متطلبات العصر، ثم جاءت إجراءات الدولة المصرية في هذا الإطار، لتطبق هذا الفكر في صورة مؤسسات على أرض الواقع، وهو ما تمثل في إطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة عام 2015 ، وهو أول برنامج رئاسي من نوعه تهتم به الدولة المصرية، للدفع بشبابها إلى مواقع تشمل المناصب القيادية في مختلف المجالات .
كانت الثمرة الأولى، لهذا الفكر في إطلاق المؤتمر الوطني للشباب عام 2016، ليكون منصة واقعية مفتوحة أمام الرأي العام، للحوار مع مؤسسات الدولة المصرية، حيث أطلق الشباب أفكاره وطرح تساؤلاته بكل شفافية، حول القضايا المصيرية لهذا الوطن، و هو - أيضا - إجراء لم يحدث من قبل في تاريخ الدولة المصرية الحديثة.
ونظراً للنجاح الكبير الذي حققه هذا المؤتمر كان إطلاق منتدى شباب العالم في 2017 ، إيذاناً ببداية مرحلة جديدة من العمل الشبابي، وأن يكون الحوار ليس محلياً أو إقليمياً فحسب، ولكن يتمتع بصفة العالمية، وهو ما يحسب للدولة المصرية في تعاملها مع الملفات الخارجية خاصة في القضايا التي تشغل العالم أجمع.
إيمان الدولة المصرية بالشباب لا حدود له، ومن هذا الإيمان، انطلقت فكرة تأسيس الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، وهو العنصر المهم، في التحول الكبير الذي تشهده الدولة المصرية الأن في مختلف المجالات، كذلك التحول بقوة على المسار السياسي الحزبي، بإنشاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، لتكون كيانا، يجمع كل شباب الأحزاب تحت رؤية واحدة، تتحدث باسم الوطن من مختلف فئاته وتياراته السياسية.
أثمر هذا الكيان في شهور قليلة، ودفع بنحو 48 نائباً من الشباب في مجلس النواب و16 آخرين في مجلس الشيوخ، ليكون لشباب مصر صوت واضح ومؤثر في صياغة مشروعات القوانين المصيرية.
هذا التحرك المتسارع والمتنامي بشكل كبير في العمل الشبابي أدي إلى تدشين اتحاد شباب الجمهورية الجديدة، وهو الاتحاد العام والمظلة، التي تجمع شباب الوطن تحتها.
الأن مصر لديها عناصر شبابية في مواقع المسؤولية والقيادة، فهناك مساعدين ومعاونين للوزراء والمحافظين، وهناك رؤى شبابية وأصوات تستمع إليها الدولة، ويقوم على تنفيذها الشباب، هناك مشروعات تنموية كبرى، تجري في كل مكان على أرض مصر يقودها الشباب برؤى وطنية وحس وطني صادق.
منتدى شباب العالم، سيظل فرصة لتطوير الذات، وطرح الأفكار التي لاتهم مصر وحدها.. ولكن أفكار تقدمها مصر للإنسانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة