يعد يعقوب صنوع أحد رواد المسرح المصري والصحافة المصرية الساخرة، وموليير مصر كما أطلق عليه الخديوي إسماعيل، وهو لأب إيطالي وأم مصرية، ودفن فى باريس، جميع ما سبق يبدو معروفا لكن ريادته للمسرح واعتباره المؤسس الأول لأبو الفنون لمصر اختلف عليه البعض وأيده الكثيرون، وخرجت فيه العديد من الكتب والمؤلفات من بينها كتاب "يعقوب صنوع رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" دراسة إبستمولوجية للدكتورة نجوى عانوس، وذلك ضمن سلسلة إصدارات خاصة بالهيئة العامة لقصور الثقافة.
ويؤكد هذا الكتاب بصورة نهائية وقاطعة وبالوثائق ريادة صنوع للمسرح، وقام بالرد على المهاترات والمغالطات حول هذا الموضوع، وحوى على الكثير من الأخبار والتي تؤكد ريادة صنوع في الدوريات الصادرة من 1870 - 1872 أي فترة عرض صنوع لمسرحياته، وبعد الانتهاء من هذا الموضوع ومن الرد على المغالطات، انتقل إلى دراسة عالم صنوع الفكري في الفصل الأول من هذا الكتاب وأثر هذا العالم في مسرحياته، فصنوع مصري يحمل التراث الشعبي، كما تأثر بالمسرح الغربي. كل هذا ظهر واضحا في مسرحياته المعروضه او الصحفيه المسماه باللعبات التياترية.
أما الفصل الثانى فخصص لدراسة عالم صنوع الفكري في مسرحياته الصحفية وفي مسرحياته الصحفية المصورة، وكيف استنطق صنوع الصور وأخرج مسرحياته على صفحات المجلة عن طريق الصور التي توضح الرؤية الإخراجية.
وأشارت الباحثة إلى أن صنوع دافع في مسرحياته عن المصريين ودعا لأن يسود العدل بينهم، وسخر من فساد القصر، ورجالات زمانه، وأخذ على عاتقه فضح مظاهر التخلف، ومقاومة الظلم، واختتم معظم مسرحياته بنهايات ثورية، تمثلت في رفض ممارسات الحاكم المتعسفة ضد الناس، وقد أدى ذلك إلى إغلاق مسرحه.
وقد ذكر هو نفسه أن من أسباب الإغلاق مناداته بالحرية والعدالة في مسرحية "الوطن والحرية"، ودعوته في بعض الروايات إلى "أنه لا ينبغي على حضرات ذوات مصر أن يعاملوا الفلاحين بقسوة، وأن يسعوا في حرية وتقدم المصريين" وأيضاً كتب في مسرحيته "موليير" عن مصر وما تقاسيه.
ولفتت عانوس إلى ما جاء في مجلة "أبو نظارة" التي كان يقوم بتحريرها يعقوب صنوع، وما كتبه هو نفسه من أن علي مبارك هو الذي سعى وراء قرار الإغلاق بسبب الغيرة منه، حيث قال في العدد الأول في عام 1880 "فلما أنشأت التياترو العربي، الناظر المكَّار علي باشا مبارك، مني غار، خصوصاً عندما أمره أفندينا يزيدني المهية، حالاً أمر برفتي من المدارس الملكية".