كطائر متفرد يحلق فى الأفق ينثر بجناحيه ألوان السعادة والأمل، بقلب نافذ وحس مرهف حر يهمس بلا كلمات، وأنامل ساحرة تبوح عن أحلام وآمال تعانق السماء فى بورتريهات وجداريات فنية مرسومة بالحب والحياة، تضاهى بهما جمال كل شيء… مجسدا الجمال فى أبهى صوره بموهبته وإبداعه الساحر، نجح رسام الجرافيتى رؤوف غنيم ابن مدينة المحلة أن ينثر بريشته إبداعه الفنى فى جميع محافظات مصر؛ ليسرنا بلوحات فنية أضفت للحياة معنى.
بعزيمة وإصرار استطاع صاحب الـ26 عاما أن يقهر الظروف ويكسر الحواجز ويصنع لنفسه مستقبلا باهرا فى عالم الرسم، فبعد رحلة طويلة تكللت بالمشقة والتعب بعيدا عن مبتغاه وأمله الذى طالما حلم أن يحققه، استطاع أن يحقق حلمه ويصل لهدفه ويرسم رسمة فى كل شارع ومدينة كان أهمها رسم جدارية تعد هى الأكبر من نوعها على مستوى محافظات مصر بطول تخطى 14 مترا، للكابتن محمد صلاح لاعب نادى ليفربول الإنجليزى ومنتخب مصر فى مدخل مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، استطاع أن يخطف بها الأنظار ويحقق من خلالها شهرة واسعة.
وقال الرسام رؤوف غنيم خريج كلية الحقوق لـ"اليوم السابع"، إنه اكتشف موهبته الفنية منذ المرحلة الإعدادية، عشق الرسم منذ طفولته، وحلم أن يصبح رساما مشهورا له رسمة وجدارية فى كل محافظة، ويفتتح أكاديمية يعلم من خلالها الرسم، وفى سبيل تحقيق ذلك عانى كثيرا فى حياته وكافح بالعمل فى مهن كثيرة ومختلفة فى عدة محافظات معتمدا على ذاته من الصف الأول الإعدادى، فعمل فترة كبائع أدوات منزلية وبائع ملابس، ومن ثم عمل بإحدى محلات الفضة، وبعدها عمل بمكتبة ثم إحدى المطابع، كما عمل بعدد من الفنادق، مضيفا أنه نجح فى افتتاح أول فرع فنى له فى الصف الأول الثانوى، وبعدها افتتح فرعا ثانيا له فى مدينة المحلة، ومن ثم استطاع أن يكبر من مشروعه ويفتتح أول أكاديمية له لتعليم الأطفال فن الرسم.
وتابع أنه بالرغم من دراسته لمجال آخر بعيد كل البعد عن المجال الفنى الذى هواه واحترفه، إلا أنه نجح فى احتراف الرسم وأن يصبح رسام جرافيتى ناجحا ومشهورا له جدارية فى معظم المحافظات، ويفتتح أكاديمية لتعليم الشباب والأطفال الرسم فى مدينة المحلة، ويكبر من مشروعه ويكون لأكاديميته عدة فروع فى مدن المحلة وطنطا والقاهرة يعطى من خلالها الأطفال والشباب وجميع هواة ومحبى فن الرسم دورات تدريبية لفن الجرافيتى، صانعا لنفسه اسما ساطعا فى مجال رسم البورتريهات والجداريات.
وعن أكبر جدارية للكابتن محمد صلاح فى مصر، قال إنه استطاع أن ينتهى من رسم أكبر جدارية لمحمد صلاح فى مصر فى غضون يومين فقط، برغم ارتفاع طولها وكبر حجمها، ودقة تفاصيلها، فضلا عن المجازفة التى خاضها بكل ما تحمله الرسمة من مخاطر كانت قد تودى بحياته، حيث بلغ طولها 15 مترا ووصلت مساحتها لـ156 مترا مربعا، مشيرا إلى أن رسم تلك الجدارية كان تحديا كبيرا بالنسبة له خاصة وأنه كان من الصعب رسمها بدقة بالغة مع ارتفاعها الذى يتخطى مسافة 5 أدوار، وكونه يهاب المرتفعات، فاستطاع بعزيمة أن يتحدى خوفه ويتخذ من الرسمة علاجا له يحرر بها نفسه من حالة الاكتئاب التى كان يعانى منها حينها، وسبيلا يتخطى به فوبيا المرتفعات.
وأضاف أن الرسمة رفضت من قبل عدد كبير من الرسامين لما تحتمله من نسبة مجازفة وخطر، موضحا أنه وافق على رسم الجدارية بمجرد أن عرض عليه صاحب الفكرة الأمر، واستطاع أن يكمل رسمها حتى النهاية برغم عزوف العمال عن استكمال العمل معه على الجدارية بعدما كادت السقالة تسقط بهم من على ارتفاع كبير، وبعزيمة وتحد وبدعم أخيه وزوج شقيقته الذان رفضا أن يتركاه وحيدا، نجح فى رسم الجدارية خلاله 11 ساعة متواصلة فى اليوم الأول، و9 ساعات خلال اليوم الثاني.
واستطرد أنه يهدف من خلال أكاديميته أن يساعد هواة الرسم وخريجى الكليات الباحثين عن عمل أن يتعلموا مهارة فنية سهلة وسريعة يشقوا من خلالها طريقهم نحو العمل الخاص والمستقل ويستطيعون من خلالها أن ينفقوا على ذاتهم ويصنعوا مستقبلهم، مشيرا إلى أنه منح لجميع خريجى الأكاديمية الذين أنهوا دوراتهم التدريبية فى فن الجرافيتى فرصة الاختيار بين العمل فى شركته أو استكمال طريقهم المهنى بالعمل المستقل.
وعن أحلامه، عبر رؤوف عن فخره واعتزازه بما حققه من تفوق ونجاح فى مجال الرسم رغم صغر سنه، وقدرته على اجتياز كافة الصعوبات بالعمل والكفاح، مشيرا إلى أنه سيسعى جاهدا أن يكون لأكاديمياته فروعا فى كل محافظات مصر، وأن يصبح له بصمة وعلامة مميزة فى جميع المدن بلوحاته وجدارياته الفنية.