نزيف الأسفلت لا يتوقف، تحت عجلات الاستهتار، حيث تتسبب "رعونة" البعض في قيادة المركبات والأخطاء البشرية المتكررة في حصد مزيد من الأرواح.
والمتابع لـ"صفحات الحوادث" المتخصصة مؤخرًا يلاحظ تكرار حوادث الطرق، والقاسم المشترك بينها واحد، وهو "العنصر البشري" الذي يتحمل نسبة 75 % من أسباب حوادث الطرق، وفقا للتقديرات الإعلامية.
اليوم، أضيفت أرقاما جديدة في سجل ضحايا حوادث الطرق، بمصرع شخصا مصرعهم وإصابة 17 آخرين، في حادث تصادم مروع بين سيارة ميكروباص وأتوبيس نقل عام، على الطريق الدولي "الطور - نفق الشهيد أحمد حمدي"، وذلك بعد أيام من حادث الطريق الأوسطي الذي وقع بين 11 سيارة وأسفر عن متوفي و8 مصابين واحتراق سيارات، في مشهد مخيف.
ورغم الجهود الأمنية الكبيرة المبذولة للحد من حوادث الطرق، وضبط المخالفين، إلا أن بعض السائقين يصرون على ارتكاب أخطاء قاتلة، حيث وجه قطاع المرور برئاسة اللواء مؤمن سعيد مساعد وزير الداخلية حملات مكبرة، على مدار شهر، نجحت في تحرير 826476 مخالفة مرورية متنوعة، وإجراء تحليل للكشف عن المواد المخدرة لـ 48006 من قائدي المركبات بالطرق، تبين إيجابية 2968 سائق منهم.
للآسف، بات المواطن يتحمل أخطاء غيره، وربما يفقد حياته بسبب أخطاء الغير، لا سيما في ظل ارتكاب البعض أخطاء قاتلة، تتمثل في القيادة بسرعة جنونية، والانشغال بالهواتف المحمولة أثناء القيادة، وسماع الأغاني والأكل والشرب داخل السيارة، كل ذلك في وقت واحد مع القيادة، فبدلًا من الوصول لمنزله يصل أسرع للقبر.
لا أحدثك هنا عن عدم اهتمام البعض بالكشف عن إطارات السيارات، التي يتسبب انفجارها في كوارث على الطرق، ولا عن الكشف الدوري على السيارات، فطالما السيارة تسير وتتحرك فهي بخير، ولا ينتبه لذلك إلا بعد وقوع الحوادث.
أعتقد، أننا بحاجة لضبط السلوك البشري، قبل الانضباط المروري، حتى تتقلص عدد حوادث الطرق، التي تحصد الأرواح يومًا تلو الآخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة