تواصل الدولة الاموية انهيارها بينا يتقدم أبو مسلم الخراسانى حامل لواء الدعوة العباسية، وراح يقاتل حكام الأمويين فى طريقه للاستيلاء على البلدان، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى سنتى 130 و131 هجرية.
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "سنة ثلاثين ومائة"
فى يوم الخميس لتسع خلون من جمادى الأول منها: دخل أبو مسلم الخراسانى مرو ونزل دار الإمارة بها، وأنتزعها من يد نصر بن سيار، وذلك بمساعدة على بن الكرماني، وهرب نصر بن سيار فى شرذمة قليلة من الناس، نحو من ثلاثة آلاف، ومعه امرأته المرزبانة، حتى لحق سرخس وترك امرأته وراءه، ونجا بنفسه، واستفحل أمر أبى مسلم جدا، والتفت عليه العساكر.
ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائة
فى المحرم منها: وجَّه قحطبة بن شبيب ولده الحسن إلى قوميس لقتال نصر بن سيار، وأردفه بالأمداد، فخامر بعضهم إلى نصر ارتحل نصر فنزل الري، فأقام بها يومين ثم مرض فسار منها إلى همدان.
فلما كان بساوه قريبا من همدان توفى لمضى ثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من هذه السنة، عن خمس وثمانين سنة.
فلما مات نصر تمكن أبو مسلم وأصحابه من بلاد خراسان، وقويت شوكتهم جدا، وسار قحطبة من جرجان، وقدَّم أمامه زياد بن زرارة القشيري، وكان قد ندم على اتباع أبى مسلم، فترك الجيش وأخذ جماعة معه وسلك طريق أصبهان ليأتى ابن ضبارة، فبعث قحطبة وراءه جيشا فقتلوا عامة أصحابه، وأقبل قحطبة وراءه فقدم قومس وقد افتتحها ابنه الحسن فأقام بها، وبعث ابنه بين يديه إلى الري، ثم ساق وراءه فوجده قد افتتحها، فأقام بها وكتب إلى أبى مسلم بذلك.
وارتحل أبو مسلم من مرو فنزل نيسابور واستفحل أمره، وبعث قحطبة بعد دخوله الرى ابنه الحسن بين يديه إلى همدان، فلما اقترب منها خرج منها مالك بن أدهم وجماعة من أجناد الشام وخراسان، فنزلوا نهاوند، فافتتح الحسن همدان ثم سار وراءهم إلى نهاوند، وبعث إليه أبوه بالأمداد فحاصرهم حتى افتتحها.
وفيها: حاصر قحطبة نهاوند حصارا شديدا حتى سأله أهل الشام الذين بها أن يمهل أهلها حتى يفتحوا له الباب، ففتحوا له الباب وأخذوا لهم منه أمانا، فقال لهم من بها من أهل خراسان: ما فعلتم؟
فقالوا: أخذنا لنا ولكم أمانا.
فخرجوا ظانين أنهم فى أمان، فقال قحطبة للأمراء الذين معه: كل من حصل عنده أسير من الخراسانين فليضرب عنقه وليأتنا برأسه.
ففعلوا ذلك ولم يبق ممن كان هرب من أبى مسلم أحد، وأطلق الشاميين وأوفى لهم عهدهم وأخذ عليهم الميثاق أن لا يمالئوا عليه عدوا.
ثم بعث قحطبة أبا عون إلى شهر زور، عن أمر أبى مسلم فى ثلاثين ألفا فافتتحها، وقتل نائبها عثمان بن سفيان.
وقيل: لم يقتل بل تحول إلى الموصل والجزيرة وبعث إلى قحطبة بذلك.
ولما بلغ مروان خبر قحطبة وأبى مسلم وما وقع من أمرهما، تحول مروان من حرَّان فنزل بمكان يقال له: الزاب الأكبر.
وفيها: قصد قحطبة فى جيش كثيف نائب العراق يزيد بن عمر بن هبيرة، فلما اقترب منه تقهقر ابن هبيرة إلى ورائه، وما زال يتقهقر إلى أن جاوز الفرات، وجاء قحطبة فجازها وراءه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة