مساء الأحد الماضى وتحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة احتفلت دار الأوبرا المصرية بعيد ميلادها بمناسبة مرور 34 عاما على افتتاحها فى موقعها الحالى بأرض المعارض بجزيرة الزمالك.
الحفل أقيم على المسرح الكبير، وبدأ بفيلم وثائقي يروى ويستعرض تاريخ الأوبرا المصرية منذ افتتاحها عام 1988 ، وحتى الآن وأهم الأنشطة والعروض التى أقيمت على مسارحها أو خارجها.
وكان جميلا ورائعا أن يتحدث في الاحتفال رؤساء الاوبرا السابقين مثل الدكتورة رتيبة الحفني التي تولت رئاسة دار الاوبرا الجديدة في الفترة من يونيو 1988 حتى مارس 1990.
الدكتور عبد المنعم كامل رئيس دار الأوبرا من أغسطس 2004 حتى 21 فبراير 2012 و فنان الاوبرا الأشهر الراحل حسن كامي وتستعرض فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية ملامح من تاريخ الطرب، ويتناوب على قيادته المايسترو صلاح غباشى والمايسترو احمد عامر، وتبحر الفرقة في نهر التراث وتتغنى بجميع اشكال وقوالب الموسيقي العربية التي قدمتها الاوبرا علي مدار 34 عام ويصاحب ثلاثة منها تابلوهات حركية لعارضين من فرقة باليه اوبرا القاهرة تصميم فاروق الشريف هي موشح عجبا لغزال لـ فؤاد عبد المجيد ، قلبي دليلي لـ محمد القصبجي، فين قلبي لـ محمد فوزي و على قد الليل ما يطول لـ سيد درويش ، غريب الدار لـ محمد القاسم ، يا حلاوة الدنيا لـ زكريا أحمد ، و يا مالك القلب لـ محمد الموجى ، بيع قلبك لـ كمال الطويل ، يا حبيب الروح لـ رياض السنباطي ، ع الباب أنا ع الباب لـ محمد فوزي ، هذه ليلتي لـ محمد عبد الوهاب وغيرها من الأغاني الرائعة بأداء مصطفى النجدي ، تامر عبد النبي ، أجفان ، وليد حيدر ، إبراهيم راشد ، محمد حسن ، نهاد فتحي ، رحاب عمر ، وعازف الكمان نصر الدين .
فى 10 اكتوبر عام 1988 تم افتتاح الأوبرا الجديدة بعد حوالي 17 عاما من احتراق الأوبرا القديمة التي أسسها الخديوي إسماعيل، وظلت القاهرة بدون دار للأوبرا طوال تلك الفترة، ونجحت فى صنع مكانة مميزة فى قلوب الجمهور المصري والجاليات العربية والأجنبية وقدمت- ومازالت- أرقى الفنون .
وهنا نذكر نماذج عديدة تولت إدارة أو رئاسة دار الأوبرا المصرية وكان لها دور فى إثراء الحياة الفنية المصرية بشكل عام والحياة الثقافية فى مصر بشكل خاص
لكن تبقى مسألة تاريخية غاية في الأهمية لا يعرف عشاق الأوبرا على وجه التحديد لماذا يتم اغفالها والمرور عليها دون الإشارة عليها.
ففي الاحتفال الأخير بمناسبة مرور 34 عاما لم يرد ذكر الدكتورة ماجدة صالح والتي أشرفت على الاعمال الانشائية للاوبرا الجديدة حتى افتتاحها وصدر لها قرار وزير الثقافة وقتها الفنان فاروق حسني بإدارتها الأوبرا الجديدة وهى تحت الإنشاء فى ديسمبر87، ومن داخل كشك خشبي أدارت ماجدة صالح خطة البناء والعمل استعدادا للافتتاح الافتتاح في 10 أكتوبر 88.
لم يكن للأوبرا هيكل اداري ولا ميزانية، فتحركت الباليرينا وأشهر راقصة بالية مصرية على مر التاريخ واستغلت علاقاتها الدولية لدعم ميزانية الأوبرا الجديدة.
وتتداخل الروايات والحكايات حول قصة اغفال دور الدكتورة ماجدة صالح كأول مديرة للأوبرا الجديدة في كل احتفال تقريبا حتى داخل متحف الأوبرا. وتناولت ذلك في مقال سابق منذ عام تقريبا
البعض يرى أن قيام الدكتورة ماجدة صالح بدعوة زوجة رئيس الجمهورية الأسبق السيدة سوزان مبارك بصورة مباشرة وجرأتها في الذهاب مباشرة من تلقاء نفسها اليها لزيارة الاوبرا قبل الافتتاح، ربما يكون قد أدى الى غضب وزير الثقافة فاروق حسني فقد تغيرت معاملته لها وفجأة قام بتعيين الدكتورة رتيبة الحفني كمديرة للأوبرا وبقت ماجدة صالح في منصب مديرة فنية.
المفارقة انه لم يتم دعوتها رسميا في حفل الافتتاح تكريما لجهودها في عملية التأسيس والبناء وحضرت حفل الافتتاح ضمن الوفد الياباني وبدعوة من سفير اليابان تقديرا لما قامت به من أجل انشاء الأوبرا بالمعونة اليابانية.
لكن هل كان غيابها وعدم تكريمها هو حالة من النسيان أم استمرار لوضع انتهى ومازالت آثاره باقية..؟
أظن أنه قد آن الأوان لرد الاعتبار للدكتورة ماجدة صالح بعد كل هذه السنوات بضرورة تكريمها بشكل خاص يليق بدورها وتاريخها وإعادة الأمور الى نصابها الصحيح.