تمر اليوم الذكرى الـ 107 على ميلاد أحد رموز الأدب والسينما الأمريكية، وهو الكاتب والورائى والمسرحى الأمريكى آرثر ميلر، والذى ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1915م، وهو كاتب أحد رموز الأدب والسينما الأمريكية لمدة 61 عاما، ويعتبر من عمالقة المسرح الأميركى المعاصر، وكان من كبار المدافعين عن الحرية الفكرية مندداً بكل أشكال القمع وكان من المنادين بفكرة مسرح فى متناول الجمهور.
تعتبر مسرحيته «وفاة بائع متجول» نموذجا كلاسيكيا لدراما القرن العشرين، لكن هناك أعمال أخرى لا تقل أهمية عن المسرحية السابقة، وفى السطور التالية نسلط الضوء على أبرز أعمال الكاتب الراحل:
موت بائع متجول
مسرحية مكتوبة للكاتب المسرحى الشهير آرثر ميلر المتوفى حديثاً سنة 2005 والذى عرف بمزجه للرمزية والواقعية فى مسرحياته العديدية الاجتماعية المنطلق، خاصة منها هذه المسرحية التى بدورها منحت جائزة «بوليتزر» و«دراما كريتيكس آوارد» وترجمت إلى أكثر من عشرين لغة حيث تتناول موضوع الصراع بين الأجيال داخل العائلة الواحدة، وقلة تقدير الجيل الشاب لتضحيات الجيل الذى سبقه وتنتقد بين صفحاتها الحلم الأميركي، فنجد الكاتب يلقى الضوء على قضية الفقر والطموح ضمن بعدين مختلفين، الأول هو العائلة الواحدة، وما ينتج عنه من تفكك وتناقضات فى وجهات النظر، والثانى فى الاستغلال والطمع وما ينتج عنه من أزمات اجتماعية.
ساحرات سالم
هى مسرحية عام 1953 للكاتب المسرحى الأمريكى آرثر ميلر، وهى قصة درامية ومخيلة جزئياً لتجربة محاكمة الساحران فى "سالم" التى جرت فى مستعمرة خليج ماساتشوستس خلال 1692-1993، وهى سلسلة من جلسات الاستماع والمحاكمات المتهمين بممارسة السحر، اسفرت المحاكمات عن إعدام عشرين شخصاً أكثرهم نساء. كتب ميلر المسرحية كقصة رمزية للمكارثية، عندما اضطهدت حكومة الولايات المتحدة الأشخاص المتهمين بأنهم شيوعيون.
مشهد من الجسر
تدور الاحداث حول ايدى كاربون أحد عمال الميناء الذى يعيش فى منزل ببروكلين الأمريكية هو و زوجته و ابنة أختها التى توفت أمها عند ولادتها و أصبح ايدى متعلقا بها تعلقا شديدا و يصل لنفس المنزل أبناء عم الزوجة الداخلين للبلاد بطريقة غير شرعية بحثا عن الحرية و البحث عن العمل و الثراء المادى هروبا من الوضع المتردى فى بلدهما، ولكن الوضع يصبح خارج السيطرة عندما يحدث انجذاب عاطفى بين احدهما و الفتاة مما يثير غضب ايدى الذى رباها و تعلق بها تعلقا مبالغ فيه وأصبح حتى غير قادر على فهم ذاته مما يدفعه الى ارتكاب خيانة رهيبة بالوشاية بهما لدى سلطات مكتب الهجرة مما يقلب الأحداث وعلاقات الشخصيات رأسا على عقب، ويصبح آثما فى نظر المجتمع وأعرافه منذ تلك اللحظة.
فتاة عادية
فى عام 1992 فاجأ ميللر عالم الأدب برواية قصيرة جديدة بعنوان "فتاة عادية" لا تزيد عن خمسين صفحة، قال فيها كل ما يريد أن يقول باختصار وبإحكام شديدين من خلال مجموعة قليلة من الشخصيات التى رسمها بعناية فائقة. تبدأ أحداث الرواية فى السبعينات عندما تستيقظ "جانيس" من نومها فى شقتها فى نيويورك لتكتشف أن زوجها الثانى "تشارلز" قد مات أثناء نومه، وهكذا تشعر بقبضة الحياة القوية تضرب رقبتها من الخلف، ورغم أن الرواية تبدأ بحالة موت وتنتهى بـ "جانيس" وهى تراقب إزالة أحد فنادق نيويورك الذى شهد ذكريات جميلة لها إلا أنّ حالتها المعنوية متفائلة ومبتهجة.
بعد السقوط
والمسرحية مكونة من فصلين يتتابع فيهما توارد الأفكار على ذهن كونتين، ويعرض مجموعة من الشخصيات كان لها دور فى حياة كونتين مثل "أمه وأبيه، وأخيه دان، وزوجاته لويز، وماجى وصديقه ميك، وفيلبس وهولجا" التى يريد الزواج منها ويفترض كونتين وجود مستمع هو صديق قديم له يعرض كونتين وجود مستمع هو صديق قديم له يعرض أمامه حياته. وكأن كونتين يقف مع هذا الصديق ليشاهد حياته من بعيد بنظرة موضوعية جديدة ليعيش لحظة صدق مع ذاته ليستطيع أن يواصل حياته بعد ذلك وبالفعل ينجح كونتين فى النهاية أن يواصل حياته مرة أخرى ويتزوج من هولجا. وبالطبع نستطيع أن نرى أن ميللر متأثر فى هذا الموضوع بالفلسفة الوجودية فى تحمل كونتين المسئولية عن ماضيه ويؤكد أنه لا مستقبل بدون تحمل أخطاء الماضى فكونتين مسئول مسئولية كاملة عن ماضيه وأفعاله أمام المجتمع وأمام ذاته.
كلهم أبنائى
كلهم أبنائى تجسد قصة حقيقية، كما أشار لذلك آرثر ميلر وحماته فى صحيفة أوهايو. تحكى المسرحية قصة امرأة عرفت أن والدها باع معدات تالفة إلى الجيش الأميركى خلال الحرب العالمية الثانية، يتضح هنا تأثر ميلر بمسرحية هنريك إبسن البطة البرية، حيث اقتبس ميلر فكرة وجود شريكين فى مشروع تجاري، ويضطر أحدهما لتحمل المسئولية الأخلاقية والقانونية عن الآخر. فاستخدم نفس الفكرة فى كلهم أبنائى'. كما اقتبس فكرة أن الشخصية ذات طابع المثالية هى مصدر المشكلة. فكرة انتقاد الحلم الأميركى التى قامت عليها قصة كلهم أبنائى كانت أحد الأسباب التى جعلت اّرثر ميلر يمثل أمام لجنة تحقيق النشاط المعادى لأمريكا خلال الخمسينات، عندما كانت تهيمن على أميركا هستيريا معاداة الشيوعية.
الهبوط من جبل مورجان
مسسرحية، تتسم بجرأة التناول كما تتسم بالدقة الفكرية، فى هذا العمر المتأخر استطاع ميلر أن يعيد التقاط الصوت الحاد ونشاط منتصف العمر. فقد الكتاب المسرحين ان يتوجهوا فى وقت مبكر، ويظلوا عقودا يتحملون اعادة النظر المؤلمة العامة لنجاحاتهم المبكرة ونتيجة لذلك تتدفق لديهم الابداعات حتى موتهم. يطرح ميللر من خلال البطل عدة اسئلة تلخص ثقافته وخبرته الحياتية التى تؤدى الى عدة اجوبة يستطيع من خلالها ان يتفوه بالحكم التى يستفيد منها الآخرون، ومن اهم تلك الاسئلة "هل يمكنك ان تحب أكثر من أمراة بشكل حقيقي؟ هل تستطيع ان تحصل على كل ما تريده؟
