أكد خبير المناخ ومسئول الأرصاد الجوية في كينيا، بول أولو، أن أفريقيا ستتحمل العبء الأكبر من تغير المناخ على مستوى العالم والذي يتسم بهطول أمطار غير مسبوقة أو مُتوقعة ودرجات حرارة متغيرة وموجات جفاف طويلة وفيضانات وفشل للمحاصيل.
وقال أولو (في تصريحات نقلتها صحيفة "ذا ستار" الكينية اليوم الإثنين على موقعها الالكتروني): إن اعتماد القارة المفرط على الزراعة البعلية ومُعاناتها من الجفاف المتكرر ومستويات الفقر المرتفعة والتوزيع غير العادل للموارد يجعلها شديدة الضعف.
وأضاف: أن الأمطار تأتي إما في وقت مبكر أو مُتأخر عن موعدها، وأحيانا تُشكل عواصف لا تدوم سوى بضعة أيام أو أسابيع في ظل درجات حرارة متطرفة ارتفاعًا وانخفاضًا.. مشيرًا إلى أن كينيا تعاني بالفعل من انعدام الأمن الغذائي لأنها كانت تستقبل أمطارًا لا يمكنها الحفاظ على نمو المحاصيل.
وتابع الخبير الكيني: أن حالات الصراع بين الإنسان والحياة البرية آخذة في الازدياد بسبب تعدي المزارعين والرعاة على الأراضي غير الزراعية. كما أن ظهور الآفات والأمراض في المحاصيل الحقلية والماشية وتقلص أو تضخم البحيرات ومستويات الأنهار وانتشار الملاريا في المرتفعات كلها كانت من نتائج تغير المناخ.
وأكد أن غازات الاحتباس الحراري كانت من الأسباب الرئيسية لارتفاع درجة حرارة سطح الأرض، والتي بدونها لكانت الحرارة سالب 18 درجة مئوية بدلاً من 15 درجة مئوية الحالية.. وأوضح: أن تدمير الأشجار وقطعها وحرق الفحم والرعي الجائر والتعدي على أراضي الأنهار كانت من بين مصادر الغازات الدفيئة لأن الأشجار والشجيرات تمتص ثاني أكسيد الكربون.
وأخيرًا، انتقد الخبير الكيني الممارسات الزراعية السيئة وحرق مخلفات المحاصيل وإساءة استخدام الكيماويات الزراعية والأسمدة النيتروجينية، معتبرًا أنها فاقمت من أزمة المناخ.. وقال: إن تغير المناخ أصبح الآن حقيقة واقعة وأخطر تهديد للتنمية المستدامة محليًا وإقليميًا وعالميًا..داعيًا وسائل الإعلام على المستويات الوطنية والمحلية والعالمية لتثقيف الجماهير وتكثيف العمل لمواجهة الأزمة.
بدورها، أبرزت الصحيفة الكينية أن تصريحات خبير الأرصاد الجوية جاءت بالتزامن مع اقتراب انعقاد الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "cop27" في مصر الشهر المقبل؛ حيث ستتم مناقشة قضايا تغير المناخ العاجلة التي تؤثر على القارة مثل التلوث والخسائر والأضرار والجفاف والفيضانات وانعدام الأمن الغذائي وتجارة الكربون والتمويل في المؤتمر الذي أطلق عليه اسم "مؤتمر الأطراف الأفريقي" بحسب قولها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة