جدد الرئيس عبدالفتاح السيسى، دعوته للقطاع الخاص، للاستثمار فى مشروعات الرمال السوداء، وذلك أثناء افتتاح مصنع منتجات الرمال السوداء فى كفر الشيخ، وهو واحد من مجموعة مصانع لاستخلاص المعادن والخامات الصناعية من الرمال السوداء، وهى صناعة تكنولوجية مضمونة العوائد، وتمثل الرمال السوداء ثروة ضخمة، وكان الاستثمار فيها واستغلالها مطلبا وحلما على مدار عقود، سانده الرئيس السيسى، وتحول إلى حقيقة، وبالتالى فإن دعوة الرئيس للقطاع الخاص هى فرصة مؤكدة فى نشاط مضمون، يخلق فرص عمل.
وحسب الدكتور حامد ميرة، رئيس هيئة المواد النووية التابعة لوزارة الكهرباء، فإن مشروع الرمال السوداء له عوائد اقتصادية كبيرة لما تحتويه على نسبة تركيز %3.5 من العناصر المعدنية الثقيلة، وأن الهيئة أعدت دراسات جدوى اقتصادية للاستفادة من الرمال السوداء، بعمل استكشافات بامتداد 400 كيلومتر.
وقال الدكتور حامد ميرة، إن توافر الإرادة السياسية كان السبب وراء البدء فى تنفيذ المشروع، رغم أن استكشاف الرمال السوداء كان منذ عقود طويلة، والرئيس السيسى وقف بقوة خلف هذا المشروع، حتى أصبح واقعا.
وبالإضافة إلى البُعد الاقتصادى، فهو يحقق عوائد خلال عامين، وهى عوائد مضمونة ومنتجاته مطلوبة بشدة فى كل الصناعات الحديثة تقريبا، وأهم المعادن المستخلصة من الرمال السوداء هى 6 معادن رئيسية وهى» الألمانيت، والزيركون، والجارنت، والروتيل، والمونازيت، والمجانتايت»، تدخل فى إنتاج التيتانيوم الإسفنجى، وأجسام الطائرات، والصواريخ، والغواصات، والبويات والورق والجلود، والسيراميك، والأدوات الصحية، والزجاج، وتبطين المفاعلات النووية، وصناعة الحراريات، والحديد الإسفنجى، وتغليف أنابيب البترول والخرسانات الثقيلة، والأصباغ والبويات وأسياخ اللحام، بينما يستخدم المونازيت كمصدر مشع لليورانيوم والتوريوم، وكذلك الصناعات عالية التقنية، وهذه العناصر والمنتجات مطلوبة وبالتالى لها سوق واسع فى الدول المتقدمة، فضلا عن أنها تدعم الصناعات الحديثة فى مصر ولدى الدولة خطط طموحة فى هذا الإطار.
الرمال السوداء ثروة كبيرة من المعادن، تدخل فى أكثر من 41 صناعة محلية وعالمية، والمشروع بمثابة تنمية مجتمعية وبيئية تعود بالنفع على المواطنين، كما أن له بُعدا اجتماعيا أيضا من خلال توفير آلاف فرص العمل المباشرة، خاصة أن مصر لديها على 5 مليارات طن من الرمال السوداء تكفى لمدة 200 عام مقبلة وفق المناطق التى تم اكتشافها حتى الآن، مع قابلية زيادة الاحتياطى حال اكتشاف مناطق أخرى.
لدينا الآن صناعة كبيرة، والرئيس وجه الدعوة للقطاع الخاص للمشاركة فى مشروع الرمال السوداء، لأن المشروع له أبعاد أخرى ويؤكد أننا يمكن أن نتوسع فى استثمار مضمون العائد بعد أن قطعت الدولة مرحلة دراسات الجدوى، وقال الرئيس للقطاع الخاص «ادخلوا لوحدكم.. هنساعد معاكم ماشى.. بشراكة ندخل معاكم.. بحيث نقدر نعمل أكثر من مجمع للرمال السوداء».
وهذه ليست المرة الأولى التى يوجه فيها الرئيس الدعوة للقطاع الخاص للدخول فى استثمارات مضمونة، باعتبار أن الهدف هو التنمية والتشغيل، وخلق فرص عمل وأثناء افتتاح مشروعات تنموية ومحاور ومشروعات زراعية وصناعية فى الصعيد، ديسمبر الماضى حرص الرئيس على تجديد دعوة القطاع الخاص، وكشف عن حجم مساهمة القطاع الخاص فى التنمية، وأن هناك 4375 شركة عملت فى مشروعات البنية الأساسية، منها 150 شركة اشتغلت بحد أدنى مليار جنيه وحد أقصى 75 مليار جنيه، بما يعنى نحو 1.1 تريليون جنيه، وهى أرقام تترجم إلى فرص عمل، وعوائد وأرباح، وهى شركات يعمل بها من 4 إلى 5 ملايين موظف، بما يعنى أسرا يصل عددها إلى 15 و20 مليونا.
نحن أمام خطوة هائلة ضمن خطط استخلاص الثروة من رمال كانت تباع بملاليم، لتتحول إلى ملايين مع آلاف فرص العمل والعوائد، من كنز الأفكار الذى يحول الرمال إلى ملايين، وبالتالى فإن دخول الاستثمارات الخاصة يأتى على مشروع جاهز، وبعد الإنفاق على المرحلة الأهم وهى دراسات الجدوى، والأبحاث العلمية التى تعتبر المرحلة الأصعب والأهم، وبالتالى فإن أمام القطاع الخاص فرصة للربح، وتوفير فرص عمل حقيقية فى نشاط اقتصادى مضمون يحول الرمال إلى ذهب.