محمود عبدالراضى

أخلاقنا الجميلة .. انتقاء الألفاظ

السبت، 22 أكتوبر 2022 10:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما تقلق وأنت تتحرك في الشوارع برفقة أطفالك، من سماع بعض الجمل، وربما يُصاب نظرك بالتشوش وأنت تقرأ "بوستات" غريبة وألفاظ صادمة على منصات التواصل الاجتماعي، تتعارض مع الذوق العام، وقيم الجمال والرقي.
 
لا أدري من أدخل في "وادينا الطيب"، هذه المصطلحات! ومن ساعد على انتشارها! ومن ترك أطفاله يتناقلوها منذ نعومة أظافرهم! وكيف انشغلت بعض الأسر عن فلذات الأكباد حتى اكتشفوا تكرارهم لهذه المصطلحات الصادمة، أفتبكي أنفسنا عليهم حسرات بعد ذلك!
 
أدعوك لزيارة بعض القرى والنجوع في الأرياف بالصعيد والدلتا، والجلوس مع آباءنا وأجدادنا من كبار السن، تجد بعضهم لم ينالوا أي قسطا من التعليم، لكنهم تعلموا في "مدارس الحياة"، فتراكمت الخبرات، وتربوا على "طبلية القيم"، فلا تنطق ألسنتهم إلا أعذب الكلمات.
 
هناك، وسط "خضار الزرع"، و"بياض القلوب"، تستريح أذنك، بهذه الألفاظ الراقية، والجمل المتناغمة، تسمع هذا ينادي على سيدة باسم ابنها الأكبر، وذاك يتحدث بصوت منخفض، وأطفال لا تردد سوى "نعم" و"حاضر"، وكلمات الاعتذار والآسف حاضرة بالتأكيد إذا وقع خطأ غير مقصود.
 
لماذا أفسدت مدخلات الحياة "الانترنت وأغاني المهرجانات وبعض الأعمال الدرامية الهابطة" علينا حياتنا! فتناقل أطفالنا أسوء الألفاظ وحفظوها عن ظهر قلب، فأخرجوا أسوء ما في أطفالنا، فأصبح لدينا بعض الأجيال المشوشة، وألفاظ غريبة وصادمة تنخر في قيم المجتمع، صاحب أعرق حضارة إنسانية في التاريخ.
 
الأمر جد خطير، ويحتاج لتدخل عاجل وحاسم، من الأسرة قبل الجميع، حتى يتم تقويم سلوك الأطفال، والتشديد على انتقاء الألفاظ، وعدم الحديث إلا بطيب الكلام، والتعامل بتحضر ورقي مع الغير، والحديث بصوت منخفض، وكلمات عذبة، الأمر أيضا يحتاج لجهود مضنية من جميع الجهات المعنية، بما فيها المدرسة ودور العبادة والدراما والإعلام، حتى تعود لمجتمعنا "أخلاقه الجميلة".
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة