بعد فترة وجيزة، تزايدت فرص الديمقراطيين للاحتفاظ بأغلبيتهم فى الكونجرس، عادت استطلاعات الرأي لتشير إلى اكتساب الجمهوريين زخما مجددا قبل أسابيع قليلة على موعد الانتخابات النصفية المقررة فى الثامن من نوفمبر المقبل. فقد كشف استطلاع للرأى عن تزايد ثقة الناخبين الأمريكيين فى الجمهوريين مقارنة بالديمقراطيين فيما يتعلق بالقضايا الكبرى ومن بينها الاقتصاد.
وقالت صحيفة بولتيكو ان نتيجة الاستطلاع الذى أجرته قناة NBC تؤكد المعركة الشاقة التي تواجه حزب الرئيس من أجل حشد الحماس فى الوقت الذى لا يزال الناخبون يرون الاقتصاد سيئا.
وفيما يتعلق بكلا من الاقتصاد وأسعار الغاز، قال 36% من الأمريكيين انهم يثقون بالجمهوريين أكثر من الديمقراطيين، وهو معدل أعلى بـ 12 و14 نقطة عن النسبة التي تثق بالديمقراطيين فى هاتين القضيتين، على التوالي.
ولا يزال الديمقراطيون متقدمين فى ثقة الناخبين حول الإجهاض وتغير المناخ وكوفيد 19 وعنف الأسلحة، وفقا للاستطلاع الذى أجرى الأسبوع الماضى. إلا أن الاقتصاد والتضخم هما القضيتان الأهم فى أذهان الناخبين، وفقا لاستطلاع بولتيكو الذى أجرته الأسبوع الماضى، مما يمنح الجمهوريين زخما سياسيا.
وكانت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسى بيلوسى قد قالت إنها تؤيد فكرة أن الناخبين لا يثقون فى الديمقراطيين بشأن الاقتصاد، وأضافت أن الجمهوريين ليس لديهم حل للتضخم.
وقد أظهر الأمريكيون من كلا الحزبين اهتماما كبيرا فى هذه الانتخابات النصفية، وفقا لاستطلاع إن بى سى، حيث أعرب 70% من الناخبين المسجلين عن اهتمام بالانتخابات القادمة بمعدل 9 أو 10 على مقياس من 10 نقاط، وهو أعلى نسبة تسجلها إن بى سى فى استطلاع للانتخابات النصفية فى هذا الوقت من العام.
وأبدى الجمهوريون حماسا أكبر، حيث أظهر 78% اهتماما كبيرا بالانتخابات مقارنة بـ 69% من الديمقراطيين.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة فاينانشيال تايمز إنه لو خسر حزب الرئيس الأمريكي جو بايدن، الديمقراطى، أحد أو كلا مجلسى الكونجرس فى انتخابات التجديد النصفى المقررة فى الثامن من نوفمبر، فإن هذا لن يكون فى حد ذاته عودة تاريخية للجمهوريين، بما أن السياسة الأمريكية شهدت خسارة حزب الرئيس فى أول انتخابات نصفية تجرى بعد توليه الحكم. كما أن لن يطمئن الجمهوريين بفوزهم بالبيت الأبيض فى 2024. فرغم أن بايدن كان بطيئا فى رؤية أن التضخم مبعث قلق عام، إلا أنه لن يعنى أن حزبه أدار حملة مروعة.
وتقول فاينانشيال تايمز أن سيطرة الجمهوريين على الكونجرس ستغير واشنطن. فبايدن الذى كان مشرعا بارزا، سيرى تباطؤ أجندته المحلية وربما نهايتها. كما أن الجمهوريين سيقومون بتحييد التحقيق الخاص باقتحام الكابيتول، ويبدأون تحقيقات جديدة من جانبهم عن فضائح الديمقراطيين، سواء حقيقية أو متخيلة. وبالعودة إلى التنازلات فى مجالات أخرى، فإن الكونجرس تحت سيطرة الجمهوريين يمكن أن يحجب السماح برفع حد الإقراض الفيدرالي، وهذا أمر معطل بما يكفى فى الأوقات العادية. وفى لحظة محفوفة بالمخاطر بالفعل فى عالم الأسواق المالية، فإن هذا يحمل مزيد من الخطر.
من ناحية أخرى، وعلى الرغم من أن هذه الانتخابات لا تتعلق بدونالد ترامب. لكن لو نجح المرشحون الذين أيدهم الرئيس السابق، فإنه فرصه القوية بالفعل فى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري فى سباق الراسة القادم ستزداد. وإلا، فإن المانحين الجمهوريين وقادة الحزب، وإن لم يكن القاعدة الشعبية، سيلتفون حول بديل أخر مثل حاكم فلوريدا رون دى سانتس، أول على الأقل هذا ما يأملونه.