شيريهان المنيرى

مصر والإمارات.. ماضي وحاضر ومستقبل

الجمعة، 28 أكتوبر 2022 02:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
امتدت الاحتفالات باليوبيل الذهبي للعلاقات المصرية الإماراتية في القاهرة على مدار 3 أيام، شهدنا خلالها مظاهر يصعُب حصرها؛ عاكسة لمدى حب الإمارات قيادة وشعبًا لمصر وشعبها، ومؤكدة على أن ما بين البلدين ماضي حافل بالمواقف التاريخية وحاضر مُبهر قادر على مواجهة التحديات ومستقبل واعد على مستوى التنسيق المشترك والتعاون على كافة الأصعدة.
 
فيديوهات تسجيلية وفقرات خاصة في حب مصر، إلى جانب كلمات متحدثين من كبار المسؤولين والإعلاميين والمثقفين الإماراتيين تناولت عُمق العلاقات بين مصر والإمارات، مع توضيح أسباب اهتمام القيادتين المصرية والإماراتية بإقامة مثل هذه الاحتفالية بمرور 50 عامًا على تأسيس العلاقات الرسمية بين البلدين. وأوضحت كل هذه الفعاليات أن التأثر بين الشعبين كان حاضرًا على مر التاريخ، على المستوى الشعبي والثقافي والإعلامي على وجه الخصوص، ولعل من أبرز الفقرات التي حملت الكثير من الامتنان لدى الإماراتيين، كانت تلك التي ظهر فيها عدد من طلبة دولة الإمارات وهم في عمرهم الحالي، متحدثين عن ذكرياتهم أثناء قضاء وقت دراستهم بالجامعات المصرية، فيما رحب الحضور من الجانبين المصري والإماراتي بهم بشكل كبير وسط تصفيق حاد، لما حمله المشهد من الكثير من معاني الوفاء والأصالة والمحبة الكامنة في قلوب الإماراتيين لمصر. 
 
وبالطبع لم تخلو الفعاليات من الإشارة إلى وصية الشيخ زايد آل نهيان، مؤسس الإمارات، والتي أكد فيها على أن مصر هي قلب العرب، ومن ثم أوصى بها أبناءه مشيرًا إلى ضرورة حبها ومساندتها دائمًا، قائلًا: "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم.. وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر.. وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر"، وبالفعل نشعر كمصريين بمعناها وكيف يسري حب مصر وشعبها في دماء الإماراتيين مع كل لقاء لإماراتي على المستويين الشعبي والدبلوماسي. حتى مع تصفُح الحسابات الرسمية لقادة الإمارات عبر "تويتر"، والحسابات الإماراتية المؤثرة؛ تجد مظاهر الوفاء وعُمق العلاقات بين مصر والإمارات حاضرة وطاغية. وعلى أرض الإمارات وتزامنًا مع الاحتفالية بالقاهرة كان برج خليفة مضيئًا بالعلمين المصري والإماراتي، مع الإشارة إلى الاحتفال بمرور 50 عامًا على العلاقات بين البلدين.
 
لقد كان كثير من هؤلاء المؤثرين الإماراتيين حاضرًا في فعاليات الاحتفالية، ووصل عدد منهم قبل انطلاقها رسميًا، لزيارة معالم مصر في القاهرة والجيزة والعين السخنة وأسوان وغيرهم من المناطق التي تعكس التاريخ والتراث المصري، كما أكدوا أنهم سيظلوا بمصر لما يقرب من 3 أيام أخرى بعد انتهاء الاحتفالية للاستمتاع بأجواءها ومعالمها السياحية الخلابة والتي تجمع بين الأصالة والتراث والحداثة.
 
أيضًا تحدث عدد من الخبراء والمسؤولين الاقتصاديين عن تفاؤلهم بشأن الاقتصاد المصري، وقوته في الصمود في مواجهة الأزمات العالمية الحالية، مع الإشارة إلى علاقات اقتصادية مصرية إماراتية قوية وفرص استثمارية واعدة. وعلى المستوى الإعلامي والثقافي هناك تبادلًا للخبرات والكوادر بما يخدم البلدين ويساعد على ازدهار هذه المجالات بهما.
 
كوكب الشرق.. أم كلثوم، تجدها حاضرة بفنها ومكانتها دائمًا لدى العرب ولاسيما لدى الإماراتيين بمختلف الأجيال، فقد ظهر في مكان عقد الاحتفالية بعض الصور لها، وخصوصًا التي جمعتها مع الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله، إلى جانب أمسية فنية حملت اسم "أم كلثوم في أبوظبي" تم إقامتها في إطار فعاليات "مصر والإمارات قلب واحد"، وبحضور عدد كبير من المسؤولين والفنانين والشخصيات العامة من الجانبين المصري والإماراتي. وأشاد رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد المر بكوكب الشرق، قائلًا: "أن فنها هو شعب وتاريخ وأسطورة"، مشيرًا إلى وطنيتها ودورها الكبير في النهضة العربية الفنية والحضارية.
 
وتم اختيار منطقة الأهرامات لإقامة حفل ختام الفعاليات، مع اختيار نجم غنائي من الجانبين لإحياء الحفل، ولعل اختيار المكان يحمل دلالة شعار الاحتفالية، الذي دمج بين الهرم الرامز لمصر والخطوط السبعة التي تشكل خريطة دولة الإمارات، بما يعكس تلاحم البلدين ومتانة العلاقات بينهما، والحرص على تعزيز أواصر الترابط والأخوة بين مصر والإمارات.
 
الاحتفالية حرصت عبر فعالياتها في الإجابة على سؤال: لماذا مصر؟.. أي لماذا اهتم البلدان بإقامة مثل هذه الاحتفالية، ولعل الإجابة المباشرة أتت خلال كلمة وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي، محمد القرقاوي، في اليوم الأول للفعاليات، مشيرًا إلى أن مصر ستظل البوصلة والقصد والمظلة الجامعة للعرب جميعًا، مؤكدًا على وصية الشيخ المؤسس وأن مصر ستظل السند والأصالة والتاريخ، وأنها ستظل وطن ثانٍ للإماراتيين، كما أن الإمارات وطن ثانٍ للمصريين. وأوضح أن العلاقات بين البلدين قيادة وشعبًا تحمل الكثير من المودة والمحبة والتنسيق على كافة الأصعدة.  
 
ويأتي حرص الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، رئيس الوزراء الإماراتي، وحاكم دبي، على زيارة مصر تزامنًا مع هذه الاحتفالية التاريخية، ليُعزز ما حملته الاحتفالية من مظاهر أخوة وصداقة بين البلدين، وامتداها لسنوات عبر التاريخ وسنوات أخرى في المستقبل، على مستوى القادة والشعب، قائلًا عبر حسابه الرسمي على تويتر: " شعب مصر شعب وفيْ.. وقيادتها قيادة أصيلة.. طوال 50 عامًا كانوا معنا منذ بداية تأسيس دولتنا.. كانت وستبقى مصر هي السند والذخر والظهر والأخ الذي لا نستغني عنه".
 
 
 
 
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة