بنظرة تأمل لعمارات وسط البلد وتصميماتها المعمارية المختلفة، تصحبك قدميك للتجول في شواع أهم ٣٠٠٠ متر في العاصمة المصرية العتيقة، ولكنك ستكتشف بسهولة أنها تشبه مريضا يتعافى بعد كبوة، فترة نقاهة تنعشه من جديد.
فالتفات المسؤولين إلى شوارع وسط البلد وتجميلها وإعادة بث الروح فيها من خلال التصدي لمشكلات الزحام والباعة الجائلين و إعادة الترميم وتزيين الشواع وشن الحملات المرورية، أمر أعاد للشوارع العتيقة رونقها من جديد، إضافة على مشروع عاش هنا الذي بمثابة مرشد سياحي لشخصيات عاشت وتعايشت في مباني صامدة من مئات السنين.
ولعل الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة من أهم مظاهر تجميل القاهرة، حيث انتقال ٩ وزارات ومجلسي الشعب والشورى ومجمع التحرير ، أمر بالغ الأهمية لإعادة الروح للشوارع وكأن انتقال المؤسسات العريقة إلى العاصمة الإدارية يسمح لنسمات الهواء بالمرور بعبيرها، لدور السينما والمسرح ومبنى التليفزيون والمؤسسات الصحفية القومية.
الأمر الذي يجعل ملايين المصريين لا يحتشدون بسياراتهم في ٣ كم فقط، فيتصادمون ويلعنون، فالانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة أمر في غاية الأهمية قرار مدورس من قيادة رشيدة لكى تصبح شوارع وسط البلد عاصمة تاريخية سياحية أثرية ثقافية، تحتضن بين شوارعها العتيقة المتاحف والمساجد الأثرية والكنائس العتيقة.
وكأن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بنقل الوزارات إلى العاصمة الإدارية بمثابة تلبية لطلب المفكر المصري جمال حمدان عام ١٩٦٧ في موسوعته موفورة الصيت شخصية مصر.. دراسة في عبقرية المكان.
ومن خلال هذه السطور في حب شواع ومباني ومقاهي وسط البلد أناشد الجهات المعنية في وزارة الثقافة بإعداد احتفالية لإعادة إحياء شوارع وسط البلد في يوليو ٢٠٢٣ القادم، فيها تكون قد تحركت الوزارات والهيئات إلى مقرها المستقر في العاصمة الإدارية وذلك تزامنا على مضي ١٠٥٤ عاما على إنشاء مدينة القاهرة، الذي وضع حجر أساسها القائد جوهر الصقلي في ٦ يوليو عام ٩٦٩ ميلادية… القاهرة وجمال شوارعها من وراء القصد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة