لا يكاد جوهر القصة يختلف بين أدوات الحوار الوطنى، وبين دولاب العمل داخل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وهو الاعتماد على فكرة الحوار مع أطراف متعددة، للوصول لسياسة توافقية، يمكن تمريرها في " نظام" الدولة، لتحقيق الهدف العام المطلوب، وهو الإجابة على تساؤلات المواطنين، وتبصير الناس باجابات الدولة في الملفات المختلفة، غير أن العمل في الحوار الوطنى قد يكون له بعدا قوميا، رأت الدولة المصرية ضرورة اطلاقه، لكي يستمع الجميع للجميع، في مرحلة متأثرة بتوابع اقتصادية ضاغطة على كافة الدول، و ذلك نتيجة للأزمات المركبة بين فيروس كورونا و الحرب الروسية الأوكرانية.
و بين التنسيقية والحوار الوطنى، رابط في غاية الدقة، يعتمد في مساره على فكرة الحيوية الناتجة عن التفاعلات الداخلية في دولاب عمل التنسيقية، التي كانت تعمل في نفس الاطار تقريبا، غير أن التحرك الجديد الذى قامت به في تعزيز صورة الحوار الوطنى في الشارع، يجب أن نقدم له كل احترام وتقدير، حيث أن دوائر العمل الداخلية تشابكت فخرج منتجا وطنيا عظيما يسمى شباب التنسيقية، بمختلف مواقعهم التنفيذية والنيابية والشعبية، مما قد يمكننا اطلاق عليه " لحظة الاختبار" الحقيقية لمشروع تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ويقينا فقد مرت تلك اللحظات بمراحل متدرجة، حتى وصلت لفكرة الصورة والمضمون المترابطين معا، والتي تدعم مسارها في سنوات مقبلة.
و يمكننا بسهولة رصد كافة أشكال العمل داخل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، لتعزيز صورة الحوار الوطنى في الشارع المصرى، حيث عمل نواب المحافظين في محافظاتهم، وواصل نواب التنسيقية جولاتهم اليومية، و نشطت الأمانة المركزية في القاهرة، فتم تعزيز مسارات العمل التقليدية مثل الصالونات، كما تم تطوير أدوات العمل الأخرى مثل ورش العمل والجلسات النقاشية، والجولات بالجامعات والمؤسسات الحيوية والفاعلة في المشهد العام، ووراء كل ما نقوله ليس سطورا يمكن المرور عليها، دون الإشارة الواضحة لحجم الجهد المبذول في التنظيم والاعلام و المتابعة، و كذلك العقل الداعم لتلك المسارات في مرحلة وعي حقيقية بدور الجميع لخدمة الوطن، وهو ما يمكن استبصاره في فتح المنتج المرئى والمسوع من أعضاء التنسيقية وفق ضوابط موضوعية، فخرجت الصالونات بشكل مبهر للغاية، يضم كافة الأطياف والآراء، و استطاعت جلسات النقاش وورش العمل، في وضع تصورات لقضايا هامة في الوطن، و تضافرت جهود النواب مع أعضاء التنسيقية، في تنشيط صورة الحوار الوطنى في الدوائر والجامعات و المدارس، وكل ذلك يؤكد أننا أمام لحظة تاريخية فارقة في طريق كيان مؤسسى ومشروع قومي يسمى " تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة