مستقبل سياسى مجهول ينتظر لبنان عقب مغادرة الرئيس المنتهية ولايته ميشال عون، والذى غادر القصر الرئاسى صباح اليوم وسط حشود من أنصاره، الذى نصبوا الخيام أمام القصر منذ أمس السبت.
تنتهى فترة رئاسة عون دستوريا غدا الاثنين، تاركاً لبنان فى فراغ رئاسى حيث لم يتم الاستقرار على من سيخلف عون وفشل البرلمان طوال 4 جلسات فى انتخاب رئيس، كما أن عون قبل مغادرته القصر وقع مرسوما يقضى باستقالة حكومة تصريف الأعمال التى يرأسها حاليا نجيب ميقاتى، ما يعنى أن لبنان أصبح بلا حكومة أيضا
ولكن سرعان ما رد نجيب ميقاتى بخطاب أرسله لرئيس البرلمان نبيه برى، مفاده أن تصرف عون غير دستورى، مؤكدا أن الحكومة باقية فى تصريف أعمال البلاد والقيام بواجباتها.
تصريحات نارية لـ"عون"
وداع عون
وعلى صعيد متصل حمل خطاب عون الذى وجهه للبنانيين اليوم الأحد، تصريحات نارية، أكد فيها أن لبنان مسروق بخزانته ومصرفه المركزى ويجب اقتلاع الفساد من جذوره ، مضيفا أن مؤسسات الدولة أصبحت بلا قيمة لأنها مستعمرة من قبل المنظومة الحاكمة التى عطلت القضاء .
كما اتهم عون ، فى تصريحاته القضاء و حاكم المصرف المركزى بالفساد، وتهريب أموال المودعين، كما قال إن كل الجرائم ارتكبتها السلطة التي سرقت الأموال من المودعين وهربتها، والقضاء لم يسعى لتحقيق مصالح الشعب، متهما حاكم مصرف لبنان والقضاء بأنهما السبب وراء ما وصل إليه البلد.
وقال عون: "بالرغم من كل التجاوزات المالية والانهيار الاقتصادي لم نتمكن من إيصال حاكم مصرف لبنان إلى القضاء لأن المنظومة الحاكمة منذ 32 سنة تحميه".
أضاف عون، إن اليوم نهاية مرحلة ولكن هناك مرحلة ثانية ستبدأ بنضال قوى ، لقد تركت خلفى وضعا يحتاج إلى النضال والعمل وجميعكم يعلم حال البلد المسروق .
تأتى مغادرة عون قبل يوم واحد من نهاية ولايته الدستورية، بعد أن أمضى 6 سنوات فى سُدة الحكم، تاركاً لبنان في ظل حكومة تصريف أعمال ، وفراغ رئاسى حيث لم يتم الاستقرار علىمن سيخلف عون.
فراغ
ترك عون لبنان بدون حكومة وتتلاشى احتمالات تأليف حكومة جديدة تدير البلاد في ظل الفراغ الدستوري المنتظر بعد عجز البرلمان عن انتخاب خليفة لعون، حيث عجز البرلمان اللبناني حتى الآن عن الاتفاق على من يخلف عون في هذا المنصب الذي يتمتع بسلطة توقيع مشروعات قوانين وتعيين رؤساء وزراء جدد وإعطاء الضوء الأخضر لتشكيلات حكومية قبل أن يصوت عليها البرلمان.
وأسفرت الجلسة النيابية الرابعة التى عقدت الاثنين الماضى لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، عن تعذر انتخاب رئيس جديد لعدم حصول أي من المرشحين على النسبة الدستورية المقررة للفوز بالرئاسة في الجولة الأولى للانتخاب والمقررة بـ 86 صوتًا من بين 114 نائبًا حضروا الجلسة، حيث حصل النائب ميشال معوض على 39 صوتا فيما صوت 10 نواب لمرشح جديد وهو عصام خليفة، كما صوت 50 نائبًا بورقة بيضاء و13 نائبًا بورقة عليها عبارة "لبنان الجديد" بالإضافة إلى ورقتين ملغاتين.
وبمجرد انتهاء الجولة الأولى للانتخاب، غادر عدد من النواب قاعة الجلسة مما أفقدها النصاب القانوني اللازم لعقد جولة ثانية للانتخاب يفوز فيها من يحصل على 65 صوتًا فقط.
وكانت الجلسة الثالثة لانتخاب الرئيس التي عقدت الخميس الموافق 20 أكتوبر قد حضرها 119 نائبًا، وأسفرت عن حصول النائب ميشال معوض على 42 صوتا فيما صوت 55 نائبًا بورقة بيضاء بينما اقترع 22 نائبا لأسماء أخرى وعبارات.
وينص الدستور اللبناني على فوز المرشح الذي يحصل على أغلبية 86 صوتا من بين أصوات 128 عضوًا بالمجلس في الجولة الأولى للانتخاب، وفي حال عدم حصول أي من المرشحين على هذا العدد، تجرى جولة ثانية يفوز فيها من يحصل على 65 صوتا.
ويهدد الخلاف بين فريقي عون ورئيس الحكومة المكلف ميقاتي حول صلاحية تسلم حكومة تصريف الأعمال صلاحيات الرئاسة الأولى، بفوضى دستورية يخشى كثيرون أن تؤدي إلى فوضى أمنية.
انتخاب الرئيس
من جانبه أكد البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي أن " الرئاسة بصلاحيتها ودورها أساس الاعتراف بوحدة لبنان كياناً ودولة فالرئيس فوق كل رئاسة وإن العودة إلى نغمة "الترويكا" قد ولت".
وأضاف ، " نتمنى لعون التوفيق بعد مغادرته الرئاسة ونناشد النواب انتخاب رئيس جديد للبلاد لأن الشغور الرئاسي هو مؤامرة على لبنان".
وأضاف "نودع عون ونتمنى له الخير بعد حياة طويلة في مختلف المواقع العسكرية والوطنية ولم يكن عهده سهلاً بل محفوفاً بالاخطار والظروف الصعبة فكان لبنان وسط محاور المنطقة وعرف اسوأ ازمة". وختم الراعي داعياً "لاختيار رئيس يتمتع بتجربة ادارة الشأن العام وبالقدرة على جمع مواطنيه حول مبادئ لبنانية والولاء للبنان فقط واستعادة علاقات لبنان فالرئاسة ليس هواية بل هي حكم وقيادة الشعوب".