"الاعتراف بالخطأ نصف العلاج"، ويساهم في حل المشاكل من جذورها وعدم تفاقمها، وتجاوز الأزمات والمشاكل، بيدأن غياب "ثقافة الاعتراف بالخطأ" وانعدام تلك الروح يؤدي لابتعاد التوفيق عن أعمالنا، وعدم الوصول إلى النجاح والانجاز.
طالما نحن بشر، فلابد أن نُصيب ونخطئ، وهذه سنة الحياة، وتلك الأيام التي يداولها الله بين الناس، لكن الرائع في الأمر أن نتوقف عند الأخطاء ونعترف بها أولاً، ثم نتلاشها مستقبلا ولا نقع في فخها ثانيا، وقتها يكون النجاح حليفًا لنا.
على الشاطئ الآخر من النهر، يقف هؤلاء المعاندون، الذين يرفضون الاعتراف بالأخطاء، تكبرًا وغرورًا، يقدمون إليك الالاف من الحجج الواهية، للانتصار لآرائهم وأفعالهم، وربما يصل الأمر للكذب واختلاق الوقائع، وهو أمر جد خطير، كالسوس الذي ينخر فينا، وصولا لمرحلة الخطر والانهيار، فضلا عن الاستمرار في التبرير للمواقف يزيد من المشاكل ويعقدها، حتى إذا ما آلت الأمور لمشاهد سيئة، ندمنا على ما اقترفنا في حق أنفسنا، ولسان حالنا يتمنى العودة لذي قبل، للاعتراف بالخطأ وعلاجه، وعدم الغرور والتكبر، لكن نكتشف أن أنفسنا تندم حسرات في وقت فات فيه الندم.
ما أحوجنا إلى جلسات مصارحة ومصالحة مع النفس، والاعتراف بالخطأ، فليس عيبًا أن نخطئ ونعترف ونصحح المسار للأفضل، لكن الخطأ أن نتكبر ونتعامل مع الأمور بغطرسة ونحاول الانتصار لوجهة نظرنا بأية طريقة.
دربوا أنفسكم على ثقافة الاعتراف بالخطأ، وعلموا أولادكم أن السير عكس ذلك الطريق في العلاج، أشبه بمن يقاوم النهار الطالع، أو من يحاول إمساك الليل المدبر، وأن الاعتراف بالخطأ، يزيل نصف الخطأ، وهو العلاج السحري للمشاكل، حتى تعود لمجتمعنا أخلاقه الجميلة.