رحل الشاعر أبو العتاهية فى سنة 211 هجرية، ويعد من أشهر الشعراء فى عصره، فكيف كانت حياته وما الذى يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ بن كثير تحت عنوان "أبو العتاهية الشاعر المشهور"
اسمه: إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان، أصله من الحجاز، وقد كان تعشق جارية للمهدي اسمها: عتبة، وقد طلبها منه غير مرة فإذا سمح له بها لم ترده الجارية، وتقول للخليفة: أتعطيني لرجل ذميم الخلق كان يبيع الجرار؟
فكان يكثر التغزل فيها، وشاع أمره واشتهر بها، وكان المهدي يفهم ذلك منه.
واتفق في بعض الأحيان أن المهدي استدعى الشعراء إلى مجلسه وكان فيهم أبو العتاهية وبشار بن برد الأعمى، فسمع صوت أبي العتاهية.
فقال بشار لجليسه: أثَّم ههنا أبو العتاهية؟
قال: نعم !
فانطلق يذكر قصيدته فيها التي أولها:
ألا ما لسيدتي مالها * أدلَّت فأجملَ إدلاها
فقال بشار لجليسه: ما رأيت أجسر من هذا.
حتى انتهى أبو العتاهية إلى قوله:
أتته الخلافة منقادة * إليه تجررُ أذيالها
فلم تك تصلح إلا له * ولم يك يصلح إلا لها
ولو رامها أحد غيره * لزلزلت الأرض زلزالها
ولو لم تطعه بنات القلوب * لما قبل الله أعمالها
فقال بشار لجليسه: انظروا أطار الخليفة عن فراشه أم لا؟
قال: فوالله ما خرج أحد من الشعراء يومئذ بجائزة غيره.
قال ابن خلكان: ومن لطيف شعر أبي العتاهية:
إني صبوت إليك حـ * ـتى صرت من فرط التصابي
يجد الجليس إذا دنا * ريح التصابي في ثيابي
وكان مولده سنة ثلاثين ومائة.
وتوفي يوم الاثنين ثالث جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة.
وقيل: ثلاث عشرة ومائتين.
وأوصى أن يكتب على قبره ببغداد:
إن عيشا يكون آخره المو * ت لعيش معجل التنغيص